حينما تعيش خارج مصر سنين طويلة متتالية، تنسى أشياء كثيرة عن تفاصيل الحياة في الوطن الأم. فالإنسان كائن متكيف، يعتاد الأماكن والظروف بسرعة، مهما كانت غريبة عما اعتاد عليه في ماضيه. ولذلك حينما يزورني بعض أقاربي ونريد المقارنة بين حال وحال، فإنني أحياناً ما أسأل أسئلة قد تبدو غريبة. فقد اختلطت علي أمور كثيرة، ولم أعد أدري تماماً هل ما أصبح عندي من حقائق الحياة في بلد مهجري كان أيضاً كذلك في بلد عشت فيه أكثر سنوات عمري.
أقرب الأمثلة على ذلك ما سألت أخي الأكبر منذ ساعة، وقد جاء من مصر في زيارة منذ أيام قليلة (غريب قدر الإنسان، لم أكن أتصور أو أريد أو أتخيل، حين أتيت إلى هذا البلد أول مرة، أنني سوف أبقى فيه أكثر من خمس سنوات دون زيارة مصر!). فقد كنا ننظر من شباك الشقة ونقول هذا يوم سطعت فيه الشمس وبثت الجمال في الثلج وفي التلال. فالشمس ضنينة بنورها في هذه البقعة الشمالية، لا سيما في فصل الشتاء. وهي لذلك تشرق حين تشرق ومعها بهجة وفيها جمال تفوق نشوته نشوة الخمر (لو كانت للخمر نشوة أساساً!). وقد كان أخي قد ألمح أن الشمس حين تغيب في مصر، وتسود من دونها السحب، يكون في ذلك خروج عن المألوف. فسألته اليوم بشيء من الدهشة: هل تشرق الشمس في مصر كل يوم؟! وكأن ذلك قد خرج عندي من ساحة المألوف. ولا أقول أن الأمر كذلك في جميع أنحاء القارة الأمريكية، فالمناخ هنا يختلف اختلافاً بيناً بين منطقة وأخرى، لكن أكثر عيشي كان في الشمال. المهم أكد أخي مرة أخرى أن المعتاد في مصر هو شروق الشمس أكثر أيام السنة.
أخذني فكري بعد ذلك إلى هموم أخرى. قلت في نفسي هذه أرض قلما تحجب السحب فيها أشعة الشمس، ألا تعد هذه ثروة طبيعية؟ نعم هي ثروة طبيعية، تماماً مثل ما نعلم من ثروات أخرى أكثر شهرة، غير أنها ثروة تهبط من السماء ولا تمسكها اليد، والثروات الأخرى تسكن في بطن الأرض، لها ما للأرض من صفات، فهي ثقيلة، وهي تنتج طاقة، ولكنها في الطريق نحو الطاقة تخلف أشياء كثيرة قبيحة ملوثة. أما ما يأتي من السماء فهو طاقة خالصة نظيفة! لو فقه المسؤلون عندنا لتوجهوا نحو هذه الطاقة بكل قلوبهم وعقولهم!
أقرب الأمثلة على ذلك ما سألت أخي الأكبر منذ ساعة، وقد جاء من مصر في زيارة منذ أيام قليلة (غريب قدر الإنسان، لم أكن أتصور أو أريد أو أتخيل، حين أتيت إلى هذا البلد أول مرة، أنني سوف أبقى فيه أكثر من خمس سنوات دون زيارة مصر!). فقد كنا ننظر من شباك الشقة ونقول هذا يوم سطعت فيه الشمس وبثت الجمال في الثلج وفي التلال. فالشمس ضنينة بنورها في هذه البقعة الشمالية، لا سيما في فصل الشتاء. وهي لذلك تشرق حين تشرق ومعها بهجة وفيها جمال تفوق نشوته نشوة الخمر (لو كانت للخمر نشوة أساساً!). وقد كان أخي قد ألمح أن الشمس حين تغيب في مصر، وتسود من دونها السحب، يكون في ذلك خروج عن المألوف. فسألته اليوم بشيء من الدهشة: هل تشرق الشمس في مصر كل يوم؟! وكأن ذلك قد خرج عندي من ساحة المألوف. ولا أقول أن الأمر كذلك في جميع أنحاء القارة الأمريكية، فالمناخ هنا يختلف اختلافاً بيناً بين منطقة وأخرى، لكن أكثر عيشي كان في الشمال. المهم أكد أخي مرة أخرى أن المعتاد في مصر هو شروق الشمس أكثر أيام السنة.
أخذني فكري بعد ذلك إلى هموم أخرى. قلت في نفسي هذه أرض قلما تحجب السحب فيها أشعة الشمس، ألا تعد هذه ثروة طبيعية؟ نعم هي ثروة طبيعية، تماماً مثل ما نعلم من ثروات أخرى أكثر شهرة، غير أنها ثروة تهبط من السماء ولا تمسكها اليد، والثروات الأخرى تسكن في بطن الأرض، لها ما للأرض من صفات، فهي ثقيلة، وهي تنتج طاقة، ولكنها في الطريق نحو الطاقة تخلف أشياء كثيرة قبيحة ملوثة. أما ما يأتي من السماء فهو طاقة خالصة نظيفة! لو فقه المسؤلون عندنا لتوجهوا نحو هذه الطاقة بكل قلوبهم وعقولهم!
خطوط كثيرة طبعاً تحت "لو"!
هناك تعليق واحد:
دليل المدونات العربية
مدونة كل المدونين العرب .. جريدة كل العرب
انت مدعو للكتابة في مدونة كل العرب
مشروع الجريدة العربية
تكمن فكرة هذه المدونة لجمع اكبر قدر من المدونين العرب واقدرهم وافصلهم لكي يكتبو في مكان واحد
ذلك للحصول في النهاية على مدونة اشبه بالجريدة العربية تناقش القضا ياالعربية وخلافات العرب حيث ان كل الطوائف والبلاد مدعوة للكتابة
وقد تكون نقطة انطلاق للتفاهم والنقاش حول القضايا العربية المختلفة وتقابل وجهات النظر
للمشاركة ارسل ايميلك (بريدك الالكتروني) في تعليق على هذا المقال وسوف تتلقى دعوة للكتابة في هذه المدونة
مزايا الكتابة هنا :
للكاتب :
1- عدد اكبر من القراء
2- تحسين نتايج البحث لعناوين المقالات
3- انت كاتب وفي نفس الوقت قارئ تقرأ ما يكتبه كبار المدونين العرب
4- شهرة اكبر .. ودائما اقول ان في الاتحاد قوة وهذا هو اتحاد المدونين العرب
للقارئ :
1- القراءة للمدونين الكبار تحت صفحة واحدة
2- تجميع المدونات وجعلها مث ل جريدة الكترونية
3- سهولة الوصول للمقالات المرادة
شروط الكتابة (لن يتم التعديل لو مسح اي مقال ):
1- عدم الاساءة للاديان السماوية
2- عدم نشر مقال من اجل ربح المال او التنفع المادي ولكن الشروحات مقبولة ومرحب بها
3- عدم كتابة كلام خارج او الفاظ اباحية
4- الكتابة باللغة العربية
الفكرة تتلخص في ان كل مدون له حق الكتابة فقط بارسال ايميله في تعليق على هذه المدونة
اذا كانت لك مدونتك الخاصة فلا مانع من نسخ مقالاتك الهامة والتي تراها ترقى كي تكون في الجريدة العربية الالكترونية او مدونة كل العرب
وانا شخصيا ساكتب في مواضيع مختلفة وساهتم بتحقيق افضل نتائج للبحث والحصول على اكبر قدر من الزوار حتى تصل مقالاتك لاكبر عدد من القراء
كما ان تجمع المدونين سيجيئ بقراء اكثر وهكذا
برجاء ارسل لنا بريدك الالكتروني كي تستطيع الكتابة في هذه المدونة
ادعو الله ان تكون هذه المدونة ملفتة لنظر القراء ومحط انظار الراي العام العربي
مشروع الجريدة العربية الموحدة
كما يمكنكم اضافة مدونتكم في
دليل المدونات العربية
والله ولي التوفيق
كل المدونين العرب ... شارك في الجريدة العربية
إرسال تعليق