لا أشك أن خبر رحيل د. عبد الوهاب مسيري سبب صدمة حقيقية وحزناً صادقاً عند كثير من القراء العرب. والتفسير في رأيي لا يرجع فقط لقيمة الإنجاز الفكري للرجل، لكنه يرجع لما يستشعره القاريء من صدق الكاتب. فقد يكون هناك كاتب موسوعي صاحب إنجاز فكري شاهق، لكن قراءة كتبه لا توفر هذا "التعارف الروحي" بين القاريء والكاتب. والصدق عملة أصيلة لا يخطئها إنسان مدرك. وهو عملة ثمينة أيضاً، لا يجحدها إنسان سوي. ولا شك عندي أن هذا الصدق هو ما جعل لهذا الرجل مكانة في قلوب من عرفوه عن بعد، ومن قرأوا له كثيراً أو قليلاً. وقد يكون في هذه الصدمة وهذا الحزن صدى من بكاء السماء والأرض، فالقرآن يخبرنا أن هناك رجال يرحلون عن الحياة فما تبكي عليهم السماء ولا الأرض، وفي ذلك إشارة أن هناك من تبكي عليهم هذه الموجودات التي لا ندرك نحن حياتها ولا نبصر بكاءها.
أما الأمر الذي رأيت فيه غرابة حين انتبهت له، فهو أنني في الليلة التي سبقت وصول الخبر الصدمة إلى علمي، رأيت في منامي أن المطرب محمد منير قد مات! وفي الحلم كان هناك شيء قريب من هذه الصدمة الجماعية. وأنا أكن لمحمد منير تقديراً خاصاً دوناً عن أكثر المغنين العرب، لجرأته على الخروج من تقليد أغاني الحب التي لا يجد الآخرون غيرها. غير أنه تقدير فكري لا يشوبه تعلق عاطفي، لذلك استغربت الأمر. فهل هنالك علاقة ما بين منير والمسيري؟!!
أما الأمر الذي رأيت فيه غرابة حين انتبهت له، فهو أنني في الليلة التي سبقت وصول الخبر الصدمة إلى علمي، رأيت في منامي أن المطرب محمد منير قد مات! وفي الحلم كان هناك شيء قريب من هذه الصدمة الجماعية. وأنا أكن لمحمد منير تقديراً خاصاً دوناً عن أكثر المغنين العرب، لجرأته على الخروج من تقليد أغاني الحب التي لا يجد الآخرون غيرها. غير أنه تقدير فكري لا يشوبه تعلق عاطفي، لذلك استغربت الأمر. فهل هنالك علاقة ما بين منير والمسيري؟!!
على كل رحم الله د. المسيري، ونرجو له أن يكون اليوم في عالم أفضل بإذن الله، بعد انقضاء حياة الأرض بعنائها وشقائها.