الأربعاء، سبتمبر 19، 2007

المدونات تصبح شركات


في تدوينة سابقة تكلمت عن تعرفي على مدونة وكاتبة أمريكية شابة حين لفت نظري ما كتبته في تدوينة لها عن إنفاق ثلاثة آلاف دولار لتصميم مدونتها. التدوينة الأخيرة للكاتبة تتكلم فيها عن تحويل مدونتها إلى بيزنس، أو مشروع يعني (طبعا كلمة بيزنس ما عادتش غريبة على أي حد حتى اللي ما يعرفوش انجليزي في بلادنا!). وهي تحكي عن اختمار الفكرة التي دارت حولها مفاوضات لشهور مع مدونين آخرين. شعرت أن هنالك عالماً حياً ونشطاً لا ندري عنه شيئاً، حيث يحول الناس أشياء تبدو عادية إلى مشاريع مبتكرة ومربحة، فيعملون في شيء يحبونه ومن ثم يبدعون ويحققون إنجازاً أدبياً ومادياً أيضاً. والمشروع لم يخرج للنور بعد، ولكنها سوف تتكلم عنه في تدوينات مستقبلية.

الملحوظة الأخرى هي نوعية التدوين المتخصص الذين هم بصدده. فهذه الكاتبة مثلا، واسمها بينيلوب ترنك، تتخصص مدونتها في الحديث عن سوق العمل وشئون الوظيفة. تصور! نعم مدونة عامرة بالقراء وبالتدوينات تتكلم فقط عن هذا الموضوع، وقد تظن أنه موضوع محدود ولا يحتمل مدونة تتخصص في الحديث عنه، ولك أن تطالع المدونة بنفسك وتأخذ فكرة.

وأخيراً ما لفت نظري بشدة هو ما قالته الكاتبة، أو المدونة-بكسر وتشديد الواو-في عرض حديثها عن مشروع مدونتها الجديد، بالاشتراك مع مدونين آخرين متخصصون في ذات الموضوع (!)، فهي تقول أنها تمضي ثمانية ساعات يومياً في العمل على مدونتها! وهي لم تكن تجني مالاً من ذلك، ولكنها تقول أنها كانت تكرس كل هذا الوقت دائماً وبداخلها شعور خفي أنها في الطريق لإنجاز شيء أكبر عن طريق هذه المدونة.

أرجو أن نفتح آفاق تفكيرنا وفعلنا إلى حيث لا حدود ولا عوائق فكرية، فالإبداع في أساليب الحياة والعمل هو سبيل مفتوح، أو فلنقل "طريق سريع" نحو تجديد الحياة والتقدم والانطلاق من أغلال فعل ما نكره لمجرد جني المال، فنضع المال في مكانه ومكانته، خادم للإنسان لا مستخدم له!

ليست هناك تعليقات:

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين