الثلاثاء، يوليو 17، 2007

الحاجة أم البحث

العنوان أعلاه تنويعة على الكلمة الشهيرة "الحاجة أم الاختراع". وأنا لم أخترع شيئاً هاهنا، ولكن رغبتي وحاجتي دفعتني للبحث عن أشياء، فوجدتها. ثم رأيت أن أعطيك ما وجدت، فربما لم تجده من قبل أو لم تفكر في البحث عنه. ولا أدعي أن ما وجدته يتمنع على الباحث إيجاده، فهو يسير قريب المنال لكل من يستخدم الانترنت ويعرف الطريق إلى بوابته الشهيرة جوجول! والواقع أننا كثيراً ما لا نبحث عما ينفعنا لسبب بسيط، هو أننا لا ندرك وجوده. أما ما كنت أبحث عنه فهو أحاديث علم باللغة العربية. والحكاية أنني أقضي أوقاتاً على مقعد القيادة، وهنا في الولايات المتحدة يشيع شكل جميل من أشكال الأدب والفكر هو الكتب المسموعة. ولا تجد كتاباً مشهوراً لم يصدر ككتاب مسموع. ويغلب أن يقرأ عليك الكتاب من كتبه، وأحياناً ما يقرأه ملق محترف. وقد تعرفت إلي الكتب المسموعة، فأضحت صاحباً لي إذ أقود سيارتي وحيداً بلا صاحب. وقد وجدت أن صحبة الكتب المسموعة أعمق لذة وأوفر ثمراً من تمضية الوقت في سماع الأغاني والموسيقى. وبعد أن قضيت وقتاً مع كتب مسموعة أمريكية البلد إنجليزية اللغة، اشتقت أن أستمع إلى كتب عربية. وأن تعلم أن ذلك مطلب عسير. فالشكل الوحيد القريب من ذلك لدينا هو الاستماع إلى الشرائط الدينية، وقد يتبعه الاستماع إلى برامج الراديو التي تختلف مواضيعها. وأنا أعلم أن الكتب المسموعة فن غير شائع لدينا، فأدى بي ذلك للبحث عن المتاح، فبدأت بالاستماع إلى مجموعة عمرو خالد، إذ تتميز بتوفرها على موقعه في ملفات يسهل نقلها على سي دي ومن ثم الاستماع إليها في السيارة. وقد أدى ذلك لتحول في رأيي ورؤيتي لعمرو خالد كما أوضحت ذلك في تدوينة سابقة. ثم أنني أردت أن أستمع إلى شيء آخر بالعربية، فوجدت موقعين جميلين ووجدت عليهما ثروات معرفية متاحة لمن يحب. أما الموقع الأول فهو موقع الشيخ الشعراوي، وعليه ملفات تحوي تفسيره الكامل للقرآن. والموقع الثاني هو موقع الشيخ محمد الغزالي. وكلا الموقعين يحويان كثيراً من إنتاج الشيخين من كتب أو محاضرات صوتية. وللشيخ محمد الغزالي مكانة ومكاناً خاصاً عندي. وقد أكتب قريباً في مدونتي عن قصتي مع الدين، وأذكر أن كتابات محمد الغزالي كانت هي السبب المباشر لقبولي للإسلام قبولاً شخصياً ومباشراً. فقد ولدت مصرياً مسلماً كما قد يوحي إليك اسمي، غير أنني في أوئل العشرينيات من عمري ضقت بحمل الدين ميراثاً مجتمعياً وعائلياً، وقررت فصل نفسي عن ديني الموروث، ثم تحرر عقلي من أوهام كثيرة وأغلال، فقبلت الإسلام ديناً بعد أن وجدت أن الرسالة في نقائها وحقيقتها إنما تتوافق مع فطرتي الإنسانية بل وتعمقها وتطهرها. ولم يكن ذلك إلا بداية على هذا الطريق. وأكرر أن محمد الغزالي كان هو من نقل لي رسالة الإسلام نقية من شوائب وأثقال التدين المعاصر. وأنهي بكنز معرفي آخر وجدته، هو مجموعة حلقات العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود، غير أن تحميلها قد يمثل صعوبة لمن لا تتوفر عندهم سرعات جيدة للانترنت. هل رأيت كيف أن إيراد بعض الوصلات، لقليل من المواقع، أدى بنا لكل هذا الحديث؟ وعلى كل، أتمنى أن يتم توفير بعضاً من تراث العربية الفكري في كتب مسموعة

ليست هناك تعليقات:

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين