السبت، يوليو 21، 2007

الجانب الآخر من النهر

أما النهر فيفصل بين بلدين "شقيقين". لا تحسبن أنهما بلدين عربيين لمجرد أنهما شقيقين، فالحقيقة أنني قد أكون أول من أطلق عليهما هذا اللقب! ومن دواعي إطلاقه عليهما سهولة الحركة بينهما ذهاباً وعودة في زمن التأشيرات والجنسيات والأوراق. ولا أنسى بالطبع أن بلدان الاتحاد الأوروبي قد أصبحوا جميعاً أشقاء وانسابت بينهم الحركة، غير أن القدر لم يتح لي بعد أن أرى ذلك على الطبيعة. والحكاية أنني يوم الأحد الماضي جمعت رحال يوم واحد واتجهت شمالاً وفي صحبتي نفر من الأصدقاء. أردنا أن نرى شلالات نياجرا الشهيرة، وهي مسيرة ثلاث ساعات في السيارات. أما أنا فقد رأيتها من قبل أكثر من مرة، ولكني أردت أن أحقق أمنية كانت من قبل عزيزة، وهي أن أعبر "الجسر"!! انظر لهذه الصورة لتأخذ فكرة عن إشكالية هذا الجسر.


التحذير يقول أن كل من لا يحمل الجنسية الأمريكية لا يستطيع العبور إذا لم يكن معه تأشيرة صالحة لدخول أمريكا، من الآخر لأنه لو عدى مش هيرجع تاني. والحكاية أن خلف هذه النقطة جسراً يصل الأرض الأمريكية بالأرض الكندية، لأن شلالات نياجرا - لو لم تكن تعرف - تقع على الحدود بين البلدين. ولكي تكون الصورة واضحة، فأنت لك مطلق الحرية أن تغادر الأرض الأمريكية، ما حدش هيكلمك ولا حتى هيبص عليك. فإذا غادرتها، أصبحت الآن فوق هذا الجسر. أنت الآن فوق الجسر إذن، فإذا أردت دخول كندا، يجب أن تخرج الأوراق اللازمة حتى يقبلوك في الأرض الكندية، يعني انت داخل بلد تاني ولو دخلته خلاص تقدر تروح أي مكان فيه. فلو لم تكن معك الأوراق الكندية وأردت العودة إلى أمريكا، فلا تظنن أنك سوف ترجع على عقبيك وتدخل أمريكا، لأن بوابة الخروج هذه هي اتجاه واحد فقط للخارج. فإذا أردت الدخول لزم أن يكون معك الأوراق الأمريكية التي تتيح لك دخول أمريكا. هذه هي إشكالية هذا الكوبري التي تفكرت فيها حين كنت أزور شلالات نياجرا وليس معي أوراق تتيح لي دخول أمريكا ولا دخول كندا. وكنت أقول أنا أستطيع مغادرة أمريكا بكل يسر وبساطة، فإذا خرجت لم أستطع العودة إلى أمريكا ولا دخول كندا، يبقى اللي يعمل كده يفضل على الكوبري؟! وحقيقة لا أعرف إجابة لهذا السؤال حتى الآن. المهم أنني بعد حصولي على الجرين كارد الأمريكي أردت أن أعود إلى الكوبري وأعبره، ولم تتح لي الفرصة حتى سنحت في الأسبوع الماضي. وقد ذهبت إلى كندا من قبل في العام الماضي ذاهباً إلى مونتريال، وكنت أريد زيارة أرض فرنسية في القارة الأمريكية، ولكن مونتريال على معبر حدودي آخر غير شلالات نياجرا. ولأنه كان بصحبتي أصدقاء لا يستطيعون العبور إلى كندا لأسباب مختلفة، فلم أقض غير ساعتين فقط من الزمان على الجانب الكندي مع صديقة أمريكية هي زوجة صديق مصري عزيز. أما إجراءات العبور فبسيطة وسريعة، خاصة وأنت داخل إلى كندا. والجميل أنك لا يلزم أن تكون أمريكياً لكي تستطيع دخول كندا، ولكن الجرين كارد الأمريكي يكفي. وهم ينظرون فيه دقيقة أو أقل ثم يرحبون بك في الأرض الكندية. أما لو كنت أمريكياً فيكفي أن يكون معك بطاقتك وشهادة ميلادك، لو لم يكن معك جواز سفرك الأمريكي. وفيما يلي بعض صور للجانب الكندي، الذي هو أكثر جمالاً ودلالاً بكثير جدا من الجانب الأمريكي







وأختم بأن أحكي لك كيف أن العودة إلى أمريكا ودخولها كان أكثر تعقيداً من دخول كندا، حتى أنني خرجت غاضباً، وقلت لتيفاني، صديقتنا الأمريكية، أنني سوف أهاجر إلى كندا لأنها أفضل، لماذا؟ لأننا في دخولنا إلى أمريكا اضطررنا للانتظار لمدة تقارب الخمس عشرة دقيقة! مقارنة بكندا التي كان الدخول إليها منساباً بلا طوابير ولا انتظار. أما السبب الثاني فهو أن ضابط الهجرة الأمريكي أخذ في طرح أسئلة كثيرة، وأظن أن استجوابه كاد أن يقارب أربع أو خمس دقائق بحالها!! كما أنه كان متجهما في وجهي ولم يكن مبتسماً. بعد أن خرجت عبرت عن غضبي لصديقتي الأمريكية الطيبة، وقد وافقتني في كل ما قلت بالطبع. أنا قلت برضه أعمل اللي عليا وأحذر اللي بيفكر يعدي لكندا عشان يعمل حسابه على تعقيدات العودة والدخول إلى أمريكا، لا سيما أننا أبناء مصر متربيين على العز وما نرضاش بالإهانات وتعقيدات الروتين اللي زي كده أبدا

ليست هناك تعليقات:

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين