الجمعة، أبريل 02، 2010

الأعداء

لم أتكلم كثيراً عن القضية الفلسطينية. والآن وقفت في حلقي كلمة لابد لها أن تخرج حتى يستطيع عقلي أن يتنفس!

نعم عندنا أعداء في فلسطين. الشائع لدينا أن العدو هو إسرائيل. غلط! أستمحيك عذراً! إنك لن تهزم عدواً - أبداً أبداً - طالما أنك لا تستطيع معرفة هويته. سوف تبدد طاقتك - وفي حال العرب هي في الغالب طاقة كلامية! - لتفاجأ في النهاية أنك انهزمت، مع أنك كنت تظن أنك تحارب العدو. لم تنهزم لأن العدو انتصر عليك. لكنك في الواقع انهزمت لأنك حاربت في المعركة الخاطئة.

حسناً، من هم الأعداء إذن؟ أقول لك معلومة صغيرة خطيرة. هل تعرف المستوطنات؟ مستوطنات غير شرعية إرهابية. طبعاً. تبنيها إسرائيل؟ همممم. نعم  ولا! فالمستوطنات تبنيها إسرائيل لصالح إسرائيل. لكن من يبنيها فعلاً وعملاً؟ من يحمل الأحجار والأسمنت ويقضي الأيام والشهر حتى يحول الأرض إلى مستوطنة نظيفة جميلة؟ عمال فلسطين يا صديقي! فلسطين هي التي تبني المستوطنات! هذه هي الحقيقة التي لا يستطيغ إنكارها أحد!

الآن دعنا لا نختلف على الحقائق المطلقة. أغلب العمالة التي تبني المستوطنات هي عمالة فلسطينية. لا يستطيع أحد أن يجادل في ذلك. ستقول لي الآن: نعم هؤلاء مضطرون لذلك لأن إسرائيل الفاجرة منعت عنهم الماء والهواء وأصبح بناء المستوطنات مصدرهم الوحيد للرزق!

أوكي. لا أختلف معك. هؤلاء مضطرون لبناء المستوطنات من أجل الرزق. على الأقل: "ربما". قد يكون هنالك آخرون يرفضون أن يطعموا أبناءهم بمال المستوطنات. لكن تعال نتساءل أسئلة غير بريئة، ولا ينبغي أن تكون! إذا كانت إسرائيل الفاجرة أجبرتهم على العمل من أجل الرزق، فماذا عن مئات الملايين من الدولارات التي تأخذها السلطة الفلسطينية من أجل قضيتهم كل عام؟ نعم مئات الملايين من الدولارات. هل تكفي لسد حاجة المضطرين إلى بناء المستوطنات؟ نعم تكفي! تكفي وتفيض! لكنها ذهبت إلى الجيوب الفلسطينية الفاجرة!

والآن ليتنا نوزع طاقتنا على الأقل بالنصف: نصفها ضد إسرائيل والنصف الآخر ضد الفيروس الحقيقي الذي جاء بإسرائيل وهيأ لها حياة رغدة. الفيروس الذي يقضي على أجسامنا من الداخل. هو منا، جلده لون جلدنا ولغته هي لغتنا. يذهب معنا للمساجد والكنائس. ولعله يصلي التراويح في رمضان ويمتنع عن الشراب والطعام! لو لم نقض على الفيروس الشرير فلا أمل لنا في الشفاء من الأمراض الخارجية المتآمرة!

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم
يا أخي الكريم من السهل النظر إلى الأمور عبر لونين فقط أبيض و أسود.
لكن الواقع أو الحقيقة أعقد من ذلك بكثير، بالطبع يوجد فساد وبالطبع هناك فلسطينيين عليهم إطعام عائلاتهم مهما كلفهم ذلك. لكن بالرغم من ذلك فهناك الكثير من العوامل والحقائق التي تجعل من الصعب الحكم على الوضع هناك.
على كل من الجيد أن يضع أحدنا نفسه مكان أحد هؤلاء الفلسطينيين ويفكر قليلا ماذا كما سيفعل.

شيء آخر لاحظت غياب الأرقام عن موضوعك فمن السهل قول كل ومعظم وجزء بدون أي أدلة أو إحصائيات.

عذرا والسلام علكيم.

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

عزيزي غير معرف
انا لا انظر الى الامور على انها ابيض واسود فقط، رجاء توضيح ما تعنيه
انا اعلم واشرت بوضوح في كلامي ان هؤلاء العمال الفلسطينيين الذين يبنون المستوطنات هم في الغالب مضطرون لذلك
اما الارقام فالعدد الرسمي المعلن هو حوالي 35 الف فلسطيني يعملون في المستوطنات الاسرائيلية والاف اخرى يعملون هناك بشكل غير رسمي هذا من مصادر فلسطينية تستطيع الاطلاع عليها لو بحثت على الانترنت

ما اقوله ببساطة ان العدو الاخطر هو العدو الداخلي، فلو كانت السلطة الفلسطينية غير فاسدة وتستثمر الملايين التي تنهبها في الشعب لما اضطر هؤلاء لبناء المستوطنات اساسا ولوجدت اسرائيل صعوبة في توفير الايدي العاملة لبناء هذه المستوطنات
وانا اعرف من اصدقاء فلسطينيين ان السلطة الحالية اسوأ من اسرائيل في ممارساتها البوليسية التعذيبية. كيف يمكن تحرير فلسطين وامثال هؤلاء في السلطة؟؟؟ اليس الاولى تصحيح الداخل اولاً حتى يمكن مواجهة الخارج؟

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين