الجمعة، مارس 14، 2008

كلمات من "هموم داعية" لمحمد الغزالي 3

هاكم المزيد من كلمات محمد الغزالي في كتابه هذا، مما يستحق الإظهار والتكرار.

يجب أن نتعاون في المتفق عليه، ونتسامح في المختلف فيه، ونتساند صفاً واحداً في مواجهة الهجمة...

زادت أعداد المسلمين في هذا العصر زيادة محسوسة، ومع ذلك لم يفرح بهم صديق أو يخف منهم عدو! وما ظهر لهم نتاج حضاري في بر أو بحر أو جو، كأن الدنيا لغيرهم خلقت، أو كأن القدر لم يكلفهم بعمل!

(لفت نظري بوجه خاص التعبير الأخير: "كأن القدر لم يكلفهم بعمل". فهو تذكير أن هنالك تكليف وعمل، وأننا لم نأت للدنيا لكي نحيا عمراً طويلاً أو قصيراً، ثم نذهب. فالمهمة ليست أن نحيا وفقط. إنما الحياة وسيلة لأداء مهمة الإنسان في الأرض، وهي – باختصار – الإعمار. والإعمار، أو العمار بالتعبير الأقرب للغة الكلام، هو ضد للخراب، والفساد، والفقر، والجهل، والمرض... وكل ما يشبه هذه المساويء والسيئات!).

إن الأخلاق الشخصية والإدارية والاجتماعية أصبحت لدينا شيئاً لا يطاق [...] نحن نصنع التقاليد مبنية على التكلف والمراءاة، وتغطية الحقائق، فتقاليد الزواج تقصم الظهور وتخلق الأزمات وتخلف وراءها أحزاناً ومتاعب، وتقاليد الأعياد كذلك، بل تقاليد الأحزان أيضاً..
أكاد أقول: إن الدين المبني على الفطرة انتهى، وحل محله شيء آخر قوامه القيود والأوهام والإخلاد إلى الأرض..
إن منطق الفطرة وجد مجالاته الواسعة في أقطار أخرى، وبين أناس أقل منا تكلفاً ورياء.

(دعني أتفكر قليلاً في بعض هذه الكلمات. لقد اختفى – إلى حد بعيد - الدين المبني على الفطرة. هذا حق يعرفه محبوا الحرية، والفطرة النقية، والمنطق. فحل محله، حسب تعبير الشيخ، أشياء أخرى تشمل: 1. القيود: لقد تحول الدين إلى قيود، فتارك الصلاة يتهم بالكفر، والمفطر في رمضان ينظر الصائمون إليه باحتقار، مما قد يدفع بالبعض لإتيان العبادات لمجرد تبرئة النفس أمام الناس. والعبادة للناس ثقيلة مثل القيد، أما العبادة لله فهي حرية وخضوع من عابد يعرف ما لله من حق العبادة. 2. الأوهام: لقد اختلطت بالدين أوهام ظنها الناس ديناً وهي محض تقاليد وظنون. فحرم البعض الفنون على إطلاقها، وقال آخرون أن الفقر يقرب من الجنة وأن المال يباعد عنها – راجع التدوينة السابقة. ويظن البعض أن من لم يتبع دينك فهو هالك لا محالة، متوهمين أن الله سوف يحاسب الناس تبعاً لعلمهم هم ورؤيتهم هم. 3. الإخلاد إلى الأرض: قد يظن المتدين أنه يؤدي الفروض، ويسأل الله الجنة، ثم يمضي فيأكل الرشوة، ويقبل الظلم، ويحمد الله على نعمة الإيمان! وإيثار السلامة على اتباع الحق إخلاد إلى الأرض. ومنافقة المسؤل والرئيس إخلاد إلى الأرض، إلخ إلخ).

ويقول الشيخ، في مقارنة مهمة بين جانب واحد يسب البعض بسببه أهل الغرب، ويتعامى عن ذنوب لدينا أشد:إن الكبر والحسد (انظر حولك لمدى تفشي الحسد في مجتعاتنا، وكأننا نعاند عن عمد وصف النبي للمؤمن أنه يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فإذا بنا نحن يحب نفر منا لنفسه ما يكرهه لأخيه!) والافتخار بالنفس أو النسب أو المال (من مظاهر الافتخار بالنفس تعالي المتدين على من يظنه أقل منه تديناً أو إيماناً)، وحب الخلاف، وحب الظهور، وحب السمعة، والرغبة في التسلط (وهو ديدن كثير من المتدينين الراغبين في فرض آرائهم وسيطرتهم على الناس)، والرغبة في هضم أولي الكفاية، إن هذه الرذائل أشنع من ترك العنان للغريزة الجنسية تنطلق على النحو السيء الموجود في ظل المدنية الحديثة، ومن هنا فإن خصومنا لن يضاروا كثيراً أو على عجل من عللهم، كما نضار نحن المسلمين من آفات الرياء والكبرياء المبعثرة في كل ناحية.

هناك 4 تعليقات:

Rain_Drops يقول...

معلش يا محمد أنا معزول عن النت اليومين دول بسبب الامتحانات ، انت طبعا عارف قدر الغزالي عندي ، يا ريت تحاول تقرا كتاب السنة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث هتلاقيه على موقعه بتاع كتب إسلامية

يا ترى الخطباء في أمريكا كمان محتاجين العزل و المنع من الخطابة ؟

Hypatia يقول...

ازيك يا محمد وايه اخبارك
:)
المسلمين فى غيبوبه مش قادرين يتمتعو بما تقدمه لهم الحياه بطريقه صح ولا عارفين يقدمو للحياه شئ

تقاليد واعراف الزواج والاعياد وغيرها انا ابتديت بنفسي فى تغيرها مش بابالغ فى الاحتفال بالاعياد وبامارس البساطه فى اى مظهر للفرحه فى حياتي اعياد كانت او افراح او اى شئ

لسه واصلنى اميل واحد فيه بيتهمنى بالكفر والتهجم على الاسلام ومحاربته فا انا بالذات مقتنعه اننا معندناش حريه فكر ابدا وبننصب نفسنا الهه وبنتهم طوب الارض بالكفر لو مش ماشي على هوانا ياريت مدعى التدين والبراءه والحاكمين بامر الله يطلعو على كلام الغزالى يمكن يتعظو ويتعلمو حاجه تفيدهم

اختيار موفق يا محمد وتلخيص ممتع اشكرك على المجهود اللى بذلته فيه

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

محمود باشا

معلش على التاخير في الرد يا صديقي
قبل ما تكتب انا كنت فعلا بقول انت فين على الله تكون كويس

كتاب السنة النبوية عندي في مصر يا محمود مش فاكر لو كنت قريته كله
عموما القراية من كتاب احسن كتير طبعا من القراية على النت
هخلص الكام كتاب اللي عندي هنا الاول ان شاء الله بعدها ممكن ابقا اقرا على النت
او جايز نكون نزلنا مصر ونجيب الكتب دي
:)

الخطباء في امريكا بقى حكاية
فيه ناس ممتازين
وفيه ناس بيخلوا الواحد يتكسف خاصة لما ييجي ناس امريكان يقعدوا يسمعوا
هنعمل ايه
!!

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

نسرين

انا الحمد لله
يا ترى اجازتك في مصر خلصت؟
:)

جميل انك بدأتي بنفسك
هنعمل ايه ما فيش غير كده ده اللي في ايدينا

حكاية الاتهام بالكفر دي مرض شائع
الواحد ما عادش بيستغرب خلاص لما حد يتهم حد بيه
!!

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين