السبت، سبتمبر 22، 2007

الجهاد ضد المجاهدين


الليلة سمعت شيئاً عجباً. حديثاً ظاهر حروفه الحكمة والإيمان، وباطنه الجهل والغباء وعمل الشيطان. على قناة الجزيرة خبر عن عملية انتحارية في مدينة جزائرية، قتل فيها ثلاثة أوروبيين. ثم تعليق من المتحدث باسم منظمة القاعدة، يعلن فيه مسؤلية المنظمة عن الحادث. ويمضي حديثه بعربية فصحى ولسان مبين، يذكر اسم "الشهيد" الذي فجر نفسه، ويحدد كم المتفجرات المستخدمة، و"يحمد الله" على نجاح العملية، والقضاء على أفراد من "الكفرة" و"هلاك جميع من في السيارة" التي تم تفجيرها. حديث بألفاظ الإيمان والشهادة. سمعت ولم أعرف كيف تستطيع نفسي أن تعبر عن تعجبها، وتحير عقلي في إيجاد وصف لما سمعت، هل هو الغباء أم الجهل أم قسوة القلب أم النفاق أم الكذب على الله، لا أعرف!

لطالما تفكرت في مصير من يفجرون أنفسهم ليفجرون نفوساً بريئة ويستبشرون بجزاء الشهداء. ومنطقهم حين يقتلون مدنيين أن هؤلاء المدنيين "قد" ينتمون إلى مجموعة أو دين معين. وما دامت هذه المجموعة تستحق الموت، فلا غبار أن يقتلون بالجملة، امرأة وطفلاً، وغريباً ليس له في الأمر كله شيئا. وأنا أتعجب من فتاوى بعض علماء الدين الأجلاء في إقرار أن مفجري أنفسهم شهداء عند الله، لا سيما في إسرائيل بالطبع. وأنا لم أر في سنة نبي الإسلام قتل الناس على غير بصيرة ولا تمييز. ولا أعرف كيف جرؤ أحدهم على الفتوى بأن الله يجزي قاتلي أنفسهم وقاتلي الآخرين الجنة ومقام الشهادة. أخشى ما أخشاه على هذا الشباب أن يخسروا الدنيا والآخرة وأنفسهم جميعاً، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

أما هذا المتلكم الحامد لله على مقتل الكفرة قتل غدر، فأنا أرى أنه يستحق السجن أو القتل بتهمة الكذب على الله وعلى دينه. ونحن المسلمون كما يجب علينا جهاد أنفسنا، وجهاد من يعتدي علينا، وجب علينا أيضاً أنواع أخرى من جهاد العصر الحديث، أخص من ذلك نوعين نضطر فيهما لجهاد أناس يحملون اسمنا ويتكلمون بلساننا. منهم من يفسد حياة الملايين حين يؤتيه الله قوة الحكم والسلطة، ومنهم من يكذبون على دين الله، ويفسدون في الأرض، ويقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق.

هناك تعليقان (2):

Rain_Drops يقول...

على فكرة جانب تاني اتكشف في العراق عن التنظيمات دي ، هي إنها مش بس بتستهدف مدنيين عراقيين لكن كمان بتستهدف جماعات المقاومة السنية زي كتائب ثورة العشرين ، و كان فيه مواجهات كبيرة بين المجموعات المقاومة للاحتلال و بين تنظيم القاعدة العميل ، الموضوع مش أوهام نظرية مؤامرة زي ما الواحد كان يتصور في الأول بس الحمد لله إن عشائر العراق السنية في الانبار انتفضت ضدهم و إن دعاياتهم أصبحت فاشلة بين المسلمين

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

تنظيم القاعدة فعلا عميل على رأيك

لطالما قلت لنفسي عند انتخاب جورج بوش لفترة رئاسة ثانية ان بن لادن ساعده في ذلك كثيرا
فقبل الانتخابات مباشرة خرج بن لادن ليتحفنا بإحدى رسائله
مما ضخم من مشاعر الخوف لدى الأمريكيين البسطاء وساهم في نجاح بوش
ثم بعد نجاح بوش اختفى بن لادن واختفت رسائله
قلت لنفسي لكأنه فعلها في التوقيت المناسب تماما وباتساق مع حملة بوش الانتخابية
!!

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين