الثلاثاء، يوليو 31، 2007

لله وللناس

الأيام طويلة، لكن الحياة قصيرة. حكمة قرأتها منذ زمن، لم تبرح ذهني لشدة بساطتها وصدقها. والإنسان يحيا في اليوم أكثر مما يحيا في الغد أو في المستقبل، قريباً كان أو بعيدا. ولذلك ينطلي عليه أن الحياة طويلة، وأنه لا بأس أن يحيا يومه كيفما اتفق، دون تدارك لتقصير أو سعي للإصلاح والتغيير، فيهون عليه التأجيل لكل عمل جليل.

وحينما تمر بنا لحظات إفاقة وإدراك، ندرك أننا نسير على غير هدى، ونحيا بنظر قصير ونتغاضى عن رؤية أفق الطريق. وكثيراً ما لا تأتي الإفاقة إلا ومعها الحيرة. نقول حسناً، أدركنا أن هنالك نقص وتقصير، ولكننا لا نعلم كيف نستوي على سراط مستقيم. فالصراط المستقيم بحاجة لإدراكين لا يستقيم بدونهما طريق، الوجهة والموقع الحالي. قد يكون تحديد الموقع أقرب من تحديد الهدف. فالنفس قد ترضى بوجهة، ثم تتقلب بعد زمن، وتعاود التشكك والتساؤل من جديد عن أكثر الأهداف جدارة بسعي الإنسان.

حاولت النظر فيما تيسر للعلم من حياة أكمل قدوة للإنسان، وهو نبي الإسلام محمد بن عبد الله (ص). فوجدت أن حياته بعد أن وضحت رسالتها تمحورت حول وجهتين أو هدفين. الأول هو عبادة الله، والثاني مساعدة خلق الله:
"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
يعني لو حاولنا تمثل ما كان يحرك النبي في صلاته ودعائه، وجهاده وحديثه، لوجدنا أنه يتحرك في الدنيا طاعة لأمر الله له بإبلاغ الرسالة. غير أن محمداً لم يبلغها تبليغ المحايد الذي لا يرجو غير أداء الواجب وتخليص الذمة ودمتم، ولكنه كان مدفوعاً بحب ورحمة بالناس، فهو يود من قلبه أن يخرجهم من الظلمات إلى النور، ولا يطمئن بالاً بتصورهم وقد خسروا أنفسهم وخلدوا في النار:
"فلعلك باخع نفسك على آثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا"
ولو نظرت في تراث نصح الرسول للبشر لوجدتها تغطي كافة نواحي حياتهم، وتمتد إلى أشياء قد لا تؤثر كثيراً في شؤن الدين والإيمان، فهي نصائح حياتية تهدف لتيسير وتحسين حياة المرء على الأرض، حتى وإن كانت الأرض فانية وحياة الإنسان عليها قصيرة.

قد يكون في ذلك هدي لمن يبحث عن وجهة أجدر بالجهد والعمر. الله وخير الناس.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

محمود : أول حاجة افتكرتها لما قريت البداية هي حكمة قريبة من حكمتك أخويا اتعلمها أول ما دخل كليته العسكرية بيقولو إن يوم الجيش بسنة و سنته بيوم
أنا فكرت في الأسباب اللي أوحت ليا بالقصتين و توصلت إن القصة دي http://www.liilas.com/vb3/showthread.php?t=21448 في الغالب هي اللي أوحت لي بطريق ثلجي رغم الشق الزمني الكبير بينهم ، أما آخر الأيام فكتب سقوط غرناطة اللي قريتها كلها أكيد كان لها عامل كبير خصوصا دولة الإسلام في الأندلس لعبد الله عنان الجزء 7 على فكرة الأحداث و شخصية موسى بن أبي الغسان حقيقية كلها بما فيها اختفاؤه المثير

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين