الأحد، يوليو 29، 2007

رأيتني طفلاً

بعض ما نراه ونحن نيام يظل قابعاً في مواقع مرئية من الذاكرة، ويظل هنالك ماثلاً أمامك لسنوات طويلة، ربما تمتد بطول عمر الإنسان. من هذه الصور حلم لا أذكر أحداثه، غير أني أذكر منه مشهداً مدهشاً، إذ أمشي في طرقات بيت، أو ربما كانت طرقات الزمن، وأمر على أحداث وأشخاص، ثم أرى طفلاً صغيراً، ربما في السابعة من عمره مثلا، وربما أصغر، وأدرك أن هذا الطفل هو أنا بعيني عندما كنت صغيراً، فأذهب إليه وأحمله كما يحمل الرجل منا طفلاً، و...بس كده!!! لا أذكر شيئاً بعد ذلك، وقد يكون الحلم قد انتهى ها هنا، أو تواصلت أحداثه ولم يبق في الذاكرة منها إلا هذا المشهد الغريب!

هل يمكن أن أحاول التحليل والتفسير؟ يتداعى إلى ذهني ما سمعته من كاتب ومفكر أمريكي اسمه وين داير، في حديث له عن إمكان تدريب الذاكرة حتى تستطيع إعادة استحضار جميع أيامك الماضية، بل وحتى زمن أن كنت رضيعاً وما قبله، يعني أن يرى المرء نفسه وهو في بطن أمه! فجميع ما مر بنا لم ينمحي، ولكنه باق هناك في مكان ما. ماشي، لكن أن أتحرك في الزمن ثم أحمل نفسي طفلاً كما يحمل المرء الطفل على يديه، فهذا أمر مختلف ولا شك. والله أعلم، يؤتي العلم من يشاء.

هناك تعليقان (2):

tota يقول...

محمد

عارف ان ده ممكن يحصل حتى من غير الاحلام ولكن مش بصورة تجسيدية
احنا بننفصل عن نفسنا فعلا وبنعمل حوار معاها وبنضحك وبنتخيل وبنتخانق وبنسترجع الذكريات
وكأننا بنكلم حد منفصل
اظن فعلا ان الانسان مهما توصل من علم لسه فى كتير فى النفس البشرية هيفضل خفى ما زلنا مش عارفين ليه بنحلم وفين بتفضل الاحلام وليه حلم بعينه بيصاحبنا وهل الحالة النفسية بتأثر على نوع الحلم ولا الحلم ممكن يغير الحالة النفسية
وفين الذكريات القديمة وليه ممكن يتم استرجاعها بالتنويم المغناطيسى مثلا وفى الواقع صعب
ليه وليه وليه

حاجات كتير تحير وكل ما نعرف نكتشف اننا اجهل
فعلا سبحان الله

بحب المواضيع اللى بتخلينا نفكر فى البديهيات اللى من كتر ما هى بتتكرر مبقناش نفكر فيها

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

tota

شكرا على تعليقك الخطير والجميل
فقد أثرتي فيه عدة أشياء تستحق التأمل بالفعل

يعني الانسان أحيانا ما يبدو فعلا أنه منقسم
واحنا في تعاملنا مع أنفسنا بندخل في علاقة صعبة مش سهلة
عشان كده كان جهاد النفس هو الجهاد الأكبر
وعشان كده قد تكون نفس الواحد هي أعدى أعداؤه

تعليقك كمان ذكرني بأهمية الأسئلة
الفكر مش لازم يكون بس إجابات أو حتى محاولات للإجابة
أحياناً مجرد إثارة أسئلة تثير الفكر وتنيره أكثر من تقديم إجابات جاهزة
لأن الأسئلة بتحرك الفكر
لكن الإجابات ممكن تخدره
والحركة هي طريق النجاة من الأسن ومن اليأس ومن سيئات أخرى كثيرة

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين