السبت، يوليو 28، 2007

عين

مكتوب على جبهته : الأرض مكانك.. لا تحاول. ولكنه يريد أن يطير، كيف يهيمن عليه قانون الجاذبية وهو ليس إلا قانون بين ماديات لا تفقه.. قانون يستمد وجوده من علاقات بين أشياء وليس له وجود حقيقى مثله.. هو كيان مدرك، يستسلم لقانون لا يشعر حتى بنفسه! سيطير.. سيحاول بكل ما أوتى من يأس.. ها هى الأرض.. سأرتفع.. سأطير.. الأرض بعيدة والبيوت صغيرة.. أنا أطير.

كانت الصدمة مُذلة حينما سقط من هذا العلو، أما البيوت الورقية فتكسرت تحت صدره. شعر بالعجز.. والألم.. مع أن جسده انثنى فقط فوق النموذج الصغير للمدينة. لقد احتقر القانون الأصم، وتجاهل أن جسده من مفردات هذا القانون ذاته.. فكيف يتعداه! أمسكتُ الحلم وأغرقتُه حتى سكنت حركته، أخرجتُه ورميته فى احتقار.. لم أكن أستحق إلا هذا.

فكرة جميلة.. ركب المصعد إلى آخر الأدوار، وألقى نفسه بين أحضان قانون الجاذبية.. لقد كان القانون كريماً على كل حال.. جسده مقابل دقائق فى الهواء.

الطيور تحوم فوق الجسد الممزق. هبط طائر صغير رقيق ووقف فوق الوجه الساكن. داعب بمنقاره الدقيق بقايا دمعة سابحة بين الرموش. ثم وقف على عينى، وعلى جبهتى حفر أغنية اليأس الأبدى.. ثم طار عاليا لينضم إلى رفاقه، واختفوا بعيدا فى السماء.
كتبت في 23 يونيو 1995

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

محمود : الحساب اللي كنت عامله عشان أرد على جيني ما اشتغلش بعدها رغم إني مش بغير كلمة مروري أبدا ابقى اعمل لي انت مدونة لو فاضي و أنا مستعد أتنازل و أستخدمها، أما من حيث التأثرات و المسائل دي فأنا متهيألي إن كل الحاجات اللي الواحد بيقراها بتشترك عشان تعمل أسلوبه خصوصا اللي واحد بدأ بيها و دي بالنسبة لي تبقى قصص عمنا أدهم صبري و نور الدين محمود و ما وراء الطبيعة و فانتازيا كلها قصص يعني ، بالنسبة للكتب المسموعة : يعني انت مش عاجبك عبد الرحمن أبو زهرة :ض

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

بقى ده اسمه كلام برضه يا محمود
قلهم انك نسيت الباص وورد وحاول تدخل تاني على حسابك يعني ما دام دخلت عليه مرة يبقى أكيد ممكن تدخل تاني

أما الكتب المسموعة فالموضوع مش عبد الرحمن أبو الزهرة
كمان هو عمل كتاب واحد قديم
المفروض الموضوع يغطي كتب أكتر وأحدث من كده
يعني المفروض الكتاب الموجودين حالياً يعملوا كتبهم مسموعة
وناس تانية بقى عندهم إلقاء كويس يعملوا توفيق الحكيم والعقاد والأسماء الكبيرة كلها
لكن عموما أجرب بتاع عبد الرحمن أبو زهرة لو لاقيته

tota يقول...

محمد
حين نتخطى كل القوانين ونخنق الاحلام ونقتل انفسنا حزنا على كل شىء فقد متنا قبل ذلك مئات المرات
متنا حين فقدنا كل احساس بالامل
حتى الدمعة لم ترحمها فكانت اخر شىء تبقى من بقايا الروح

بالله عليك قليل من الامل قليل من الحب قليل من كل شىء جميل قد يجعل الحلم يبدو اجمل
:)
يمكن جرب

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

tota

على فكرة القصة دي مكتوبة منذ أكثر من عشر سنوات
لو بصيتي في آخرها هتلاقي انها مكتوبة في 1995
يعني لما كتبتها كان عندي وقتها حوالي 19 سنة!! وكان عندي أيامها حكايات وجولات مع التعليم في مصر
قد أقصها في مدونتي قريباً إن شاء الله

ومع ذلك لا أنكر أن اليأس كثيراً ما يغلب الإنسان ويشله
حتى جهاد النفس لكي تحتفظ بالأمل ليس بالأمر الهين
!!

غير معرف يقول...

التدوينه بها أبداع غامض التعبير عن الاحباط والالم الذي يجعل كل شيءً جميلاً

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

Moza

يسعدني ان القصة اعجبتك
:)

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين