الثلاثاء، مايو 29، 2007

الجنون أو زيارة السجون

قبل خروجي من مصر كنت أقول لنفسي وللآخرين أن الإنسان الطبيعي، حر النفس نقي الفطرة، لو بقي في مثل هذه البلاد فإن له خيارين أو مصيرين لا ثالث لهما، إما الجنون أو الثورة، والثورة الفردية لن تؤدي لتغيير القبيح ولكنها فقط ستودي بصاحبها إلى السجن، وربما اجتمع مع السجن أشكال أخرى من المتاعب والإيذاء، فينتهي به الأمر ولم ينفع نفسه ولم ينفع غيره. أما الحل الثالث فهو ترك البلد بما فيها حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا. أما وقد حدث، فلن أدعي أنني وجدت أن الحل الثالث هو أفضل الحلول أو أكثرها عملية، فكثرما تساءل الخاطر عن أشياء ليس له بها علم، عن مدى صحة قرار الخروج، هل كان البقاء هو الأفضل؟ أم أن الهجرة كانت هي بالفعل الخيار الأقرب للصواب، أو ربما "أحسن الوحشين" كما يقال
قبل خروجي، كنت أسند رأسي على نافذة الأتوبيس المسافر بي من المحلة الكبرى حيث ولدت وحيث تعيش عائلتي، إلى القاهرة حيث انتقلت للدراسة ثم العمل، وبينما أنا أنظر ضاقت نفسي بشدة بمشاهد القبح الغالبة، فكتبت في عقلي هذه الرباعية
فروض القبح من حولي متمكنة
والرضا بيها مش وفاء، لكن مسكنة
ياسيبك يا أرضي، يا نرجع سلامة فطرتك
ولاء الصح أجمل من ولاء الأمكنة

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

نفس المشاعر تقريبا بحس بيها لدرجة إني بدأت أعتقد إن البلد محتاجة معجزة عشان تتغير بدل الأغاني الوطنية و قال ما شربتش من نيلها قال ، داحنا شربنا لحد ما جالنا بلهارسيا متورثة
( محمود المجهول من المنصورة)

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

ازيك يا محمود؟
نعم أكاد أذكر شعور الاكتئاب القومي الذي يخيم على مصر والمصريين
أما الإغاني الوطنية فلم تنفعنا منذ خمسينيات القرن العشرين
ربما لأنها كانت أغان جميلة الألحان كاذبة المعان
كثيرا ما كنت أشعر وأنا أستمع لكلمات الأغنية الرائعة "وطني الأكبر" أن الكاتب كان واقعاً تحت تأثير مواد مخدرة، أو مسطولا يعني حتى أكون صريحاً فيما استخدمته من وصف
وإلا فهل كان يصدق نفسه وهو يقول
وطني يا جنة الناس حاسدينها
أو
وطني يا قلعة للحرية
أو
وطني يا زاحف لانتصاراتك ياللي حياة المجد حياتك
أو
احنا وطن يحمي ولا يهدد
احنا وطن بيصون ما يبدد
!!!!!

بالذمة أليس الكلام وكأنه يصف الوطن العربي ولكن بعكس المعنى؟
يعني وكأن الكاتب ينتقي كل ما هو ليس بعيد وغائب عن الوطن العربي
ليصفه به في الأغاني

ولن تغني الأغاني من الحق شيئاً ولو أذيعت سنوات وسنوات على مدار الساعات

والله أعلم متى تكون شرارة انصلاح الحال
وربما تكون كامنة حيث لا نعلم
ويعلمها الله وحده ويربيها ويهيء لها النمو
حتى يأتي وقتها

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين