الاثنين، مايو 15، 2006

الراحة

راحة المرء الحقيقية تتأتى فقط من شعوره بعدم التقصير، بأنه فعل كل ما استطاع، بأفضل ما في قدرته، على قدر علمه. وهذا سر افتقاد معظم الناس شبه الدائم للشعور بالسلام النفسي، إلا من رحم ربي. بل إني أعتقد أن ذلك من أجل القربات لله، أن يؤدي الإنسان ما عليه على أفضل وجه دون تقصير ولا نسيان، حينها سوف تعود الروح للعبادات التي خلت من الروح، بل ولحياة الإنسان ووقته جميعاً
أعتقد أن ذلك المسعى هو أهم ما يجدر بنا أن نوليه اهتمامنا كأفراد. فالتقصير وليد طباع مثل النسيان والكسل وغلبة الفوضى والجهل. وأجمل ما نقدمه لأنفسنا هو إخراج ذواتنا من حالة التقصير المزمن التي تدمر نفس الإنسان وإحساسه بالحياة ورضاه عن ذاته ومن ثم شعوره بالسعادة والطمأنينة والتفاؤل. فإذا فعلنا فاجأتنا محاسن الظروف، التي هي في الحقيقة عطاء الله لمن يقدم ما في وسعه. وكلما قل التقصير، كلما زادت مساحة التفاؤل في نفس الفرد وكلما زاد توفيق الخالق له في مساعيه جميعا. من أجل أن نحيا حقا علينا مقاومة آفة التقصير التي أفسدت علي الناس حياتهم حتى ننجو. نقاوم النسيان باختراع وسائل التذكير، ونقاوم الكسل بخليط من التذكير ومغالبة النفس، ونقاوم الفوضى بجعل خلق النظام وصيانته شاغلاً يومياً، ونقاوم الجهل بالتعلم. يصنع الإنسان راحته وعناءه، وغناه وفقره، ولا يضيع من فعل كل ما في وسعه مهما عرض له من مشاكل ظاهرة

هناك 4 تعليقات:

بنت مصرية يقول...

فعلا
انا لما بعمل كل اللى عليا فى موضوع ما، ببقى مطمنه وواثقة ، حتى لو الموضوع فشل مش بزعل، بقول قدر الله

لكن لما اكون مقصرة وانا عارفة انى مقصرة، بقلق والوم نفسى ولو فشلت بزعل من نفسى جدا

بيتهئيلى ان ربنا لما قالنا ناخد بالأسباب ربط ده بشعورنا بالراحة والثقة وعدم التقصير

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

بيتهئيلى ان ربنا لما قالنا ناخد بالأسباب ربط ده بشعورنا بالراحة والثقة وعدم التقصير

جميل :) والأخذ بالاسباب هو ذاته عدم التقصير
فكل تقصير إهمال أو تضييع لأسباب متوفرة من الممكن استغلالها
ألا تقول الاية عن ذي القرنين الذي كان مصلحاً في الأرض "واتيناه من كل شيء سببا، فأتبع سببا" ولو أتبعنا كل سبب من عند الله سببا من عندنا لرأينا زيادات من عند الله فيما يهيئه لنا من أسباب جديدة تهيء لنا أكثر وأجمل مما مضى
والتقصير جرح نفسي دائم الحضور وإن كمن، يثقل على أنفسنا ويلون حياتنا لونا كئيباً، والراحة والقوة والتفاؤل وصفاء العقل كل ذلك يتأتى لو شعرنا أننا بالفعل قد فعلنا كل ما نستطيع، حينها يشعر الانسان بمعنى التوكل الحقيقي على الله

غير معرف يقول...

it seems that only incidence has thrown me into ur site ; Muhammad . i was lookin for Mustafa Mahmoud's books when ur article ( Dialogue with my atheist friend ) has got me here . it was very useful for me what i read in ur page ; thank u so much for lettin me share ur thoughts with u . i'm named Muhammad Mahmoud ; a medical student from Egypt ; Mansoura ; me too have a rich experience concerning dialogues with atheists and christians through the cyber space ; i hope we can exchange our thoughts and experiences ; this is my email address : parallel_universe3@yahoo.com ..... peace to u

غير معرف يقول...

U raised such a wonderful point. If each of us did this, things will be much better for all of us.

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين