السبت، أبريل 29، 2006

وعي الإنسان بالحقيقة والحياة

اليوم كنت جالساً على شاطيء الخليج (خليج المكسيك، على الساحل الغربي لولاية فلوريدا حيث انتقلت حديثاً)، وعلى مقربة مني كان رجل وفتاة أو امرأة جالسان يتناولان طعاما. حينما تركا المائدة نحو السيارة للمغادرة اتضح لي أن الفتاة معاقة عقلياً وجسدياً، فقد كان وجهها يوحي بالإعاقة العقلية وكان الرجل يقودها وهي تحاول المسير في صعوبة. غصت نفسي بشعور مؤلم وأنا أتابع مشهد هذه المعاناة الإنسانية المختلطة بالعجز والبراءة، ألماً لا أدرك تماما وصفه، ربما كان خليطاً من الشفقة والدهشة والحزن العميق النابع من إنسانيتنا المشتركة وإدراكنا كنه معاناة الإنسان، لاسيما إذا ما كنا بشيء يشبهها في تجربتنا الخاصة

المهم في الأمر أنني حين رأيت ذلك تمنيت في نفسي أن أستطيع الاتصال بمعاناة الناس بشكل أكبر، فرؤية المعاناة الإنسانية تتيح للنفس تواصلا أعمق مع حقائق الحياة. كنت في الفترة الأخيرة غارقاً في متاعبي ومشاكلي الخاصة وكأنها نهاية، أو كل الدنيا. على أنني أدرك تماما أننا إذا تركنا الشعور بالكآبة أمام مشاكلنا يسيطر علينا فقدنا القدرة على مواجهة هذه المشاكل وإيجاد حل حقيقي لها، غير أن مشاكلنا دائماً صغيرة أمام مشاكل أخرى تمتليء بها حيوات الناس. لو اتصلنا أكثر بمشاكل الآخرين لرأينا الصورة أصدق وأوضح ومن ثم تحول مسيرنا نحو صراط أكثر استقامة في رحلة حياتنا

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

جميلة هذه التدوينة وأحسب أنني أفهم شعورك لأنني ما أحسست بهذا الإحساس الا عندما هاجم الزهايمر والدتي منذ ثلاث سنوات فأصبحت أنا وأخواتي نساعدها في كل شئ، تناول الطعام والنظافة الشخصية. بدأت أنخلع من تمركزي حول ذاتي وأدركت أن هناك آخرون حولي يعانون بشدة بسبب مرض جسدي أو عقلي أو هما معا

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

مختار العزيزي

نعم يا صديقي
نحن بحاجة لما يخرجنا من غفلتنا، والحقيقة أفضل دائما من الوهم

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين