الجمعة، ديسمبر 23، 2005

التدوير والتقصير والتدمير والتزوير والأمر الخطير

أقيم في شقة مع أربعة آخرين من العرب، ابراهيم ابن أختي الذي يصغرني بعام ونصف العام، واثنين آخرين من المغرب. المهم أنني اليوم سوف أتحدث عن قضية بيتية، ألا وهي قضية، ولا مؤاخذة، الزبالة! المفترض أن هنالك مكان مخصص لما يصلح لإعادة التدوير، ومكان آخر للمخلفات العادية، يعني كل بيت عليه التميير بين النوعين ثم فصلهم حين إخراجهم. ولأنني أنا الوحيد المهتم بالموضوع في شقتنا العزابية فأنا دائما ما أجهز كيساً خاصا لنضع فيه ما يخص إعادة التدوير وأضعه بجانب صفيحة المخلفات العادية. وحتى الآن لم يتوقف كفاحي اليومي. فالكلام في البداية لم يكفي، لذلك طبعت ورقة على الكمبيوتر ووضعتها فوق مكان إعادة التدوير مكتوب عليها خاص بإعادة التدوير مع سهم يشير للكيس. ولم تفلح الورقة وواصلت تحريك الأشياء ما بين الكيسين بعد أن يضعها الواضعون في المكان الخطأ. بالظبط هذا ما أعنيه، تجدني أخرج البلاستيك والزجاج وما شابه من صفيحة المخلفات لأضعها في إعادة التدوير، وأحيانا العكس! ليست مهمة لطيفة بالطبع، والحق يقال أحياناً ما أطنش على أشياء إذا ما كانت شديدة القذارة. قلت أضيف على الورقة المعلقة توضيح لماهية ما يوضع في إعادة التدوير، فأضفت ذلك باللغة العربية. نفس النتيجة. حينما أجد منهم من يهم بوضع شيء في المكان الخاطيء أمامي أنبهه. وأحيانا ما أقوم بعملية النقل أمام المشاهدين كنوع من التوضيح بالقدوة. لم يفلح أي من ذلك!!! ما زالوا يشربون زجاجة الصودا ويرمونها في القمامة، وبجانبها على بعد سنتيمترات قليلة مكاناً مخصصاً لإعادة التدوير. واضح أن ذلك سوف يستمر، حتى يمن الله علي وأسكن في مكان خاص وأديره كما أحب. غير أن ما جعلني أكتب عن ذلك اليوم هو أنني في ذلك الصباح كالعادة رأيت زجاجة وعلية بلاستيك في القمامة، وكالعادة أيضاً مددت يدي داخل القمامة لأخرج الزجاجة وتركت العلبة البلاستيك لاتساخها ثم غسلت يدي. عادي، أصبح ذلك جزءا من روتين الحياة. ولكن رآني إبراهيم ابن أختي، وقد اعتاد هو الاخر تماما على هذا المشهد، مشهد خاله وهو ينقل الأشياء بين أكياس الزبالة، غير أنه أبدى استغرابه وعد اقتناعه بما أفعل. ما اسيب الحاجة وخلاص. هو لم يحب تماما فكرة إخراج الأشياء من الزبالة. فكرت بيني وبين نفسي، يا ترى هل أبالغ فعلا؟ طبيعي أن ما أنقذه مما يمكن إعادة تدويره قليل، ولكنني لا أشعر بالراحة لو تركته للمصير الخاطيء. أعلم أنني لن أكف عن ذلك حتى ولو ساورني الشك للحظات أمام استياء الآخرين

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لا يا اخي محمد..
انت لا تبالغ ابدا و تصرفك طبيعي جدا من شخص من الله عليه بالاحساس بالمسؤولية. تقول لي اي مسؤولية اقول لك المسؤولية عن كل شيئ من مكونات عالمنا.
أنا شخصيا ابذل جهد يومي في ترتيب اوضاع سيارات عائلتي في موقف السيارات بحيث استغل المساحات بافضل ما يمكن لكي يتمكن حميع الجيران من الوقوف بسلام. ومع هذا فان الجيران يوقفون سياراتهم يوميا بكل سفاهه وانانية!!
نفس الشيئ يظهر في قلقي بعدم هدر الأوراق في المكتب..
ومداراتي لمنع هدر المياه المعلبة و التي عادة ما تلقى في الزبالة بعد ان يرشف احدهم منها رشفتين!!

المهم.. لست وحدك هناك من يشعر تماما بك!!

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين