الفساد في الدول غير الحرة يهيء مناخاً مواتياً لجمع ثروات هائلة لدى فئة لديها من أدوات النفاق واستسهال الكذب وغض البصر عن حقوق الآخرين ما يتيح لها فرصاً سانحة لجمع المال.
الباحثون عن المال بشتى الطرق يريدون إسعاد أنفسهم بلا شك، وعائلاتهم معهم. يعطيهم المال الكثير من المميزات وأسباب المتعة المادية والراحة والرفاهة. لكن ما يثير حيرة بقية الفئات التي فاتها نصيبها أو حقها في هذا المال هو ما يفعله كبراء البلاد ببقية الأموال المخزنة في البنوك. ماذا سيفعل السيد الحاكم أو السيد المسئول أو السيد "رجل الأعمال" بمليار دولار في حساب سري في سويسرا؟ هل يؤمن مستقبله؟ ألا تكفيه مائة مليون دولار مثلاً لتأمين مستقبله؟ هل سيعيش حياة بائسة لو تخلى عنه عرشه فجأة فوجد نفسه مضطراً للحياة بمائة مليون دولار فقط بقية عمره؟
لكن البعض لا تكفيه حتى المليار دولار. يواصل الجمع. يشتري القصور والعقارات في بلاد الله. وتزيد الأموال السائلة في الحسابات البنكية، خارج بلده بالطبع. وربما يعيش في بلد تحيا فيه عائلات بأسرها في شهر كامل على ثمن وجبة طعام واحدة فاخرة (أو فاجرة) في كرش سيادته.
لابد أن هؤلاء السادة يتمتعون أيضاً بقدرة عبقرية على إغلاق مسام الإحساس الإنساني لديهم حتى لا يزعجهم التفكير في الفقراء والبؤساء. لكن ما مقابل إغلاق هذه المسام الإنسانية في وعيهم؟ ما هي بالظبط قيمة الأموال المتراكمة في البنوك؟ ألا يتحول المال إلى مجرد ورقة حينما يرقد ساكناً في الأرصدة؟ هؤلاء الأكابر لا يحصلون من هذه الأموال الإضافية إلا على ورقة أخرى مكتوب عليها رصيدهم المنتفخ، وهو مجرد أرقام! لا يستطيعون حتى لمس الأوراق الدولارية الخضراء في بطون البنوك الأجنبية، لكن ذلك أفضل عندهم من خروج الورقة من بطن البنك لكي تضع طعاماً في بطن الجائع!
هؤلاء البائسين يقتلون أرواحهم من أجل أوراق وأرقام نظرية لا يتسع لها جوف إنسان مهما كان حجم "كرشه"!
هناك تعليقان (2):
الأخ محمد
اسمحلي ان اتكلم بكل حرية رأيك احترمه ولكن بدي نظرة اخرى
تتكلم عن الأغنياء من رجال الأعمال وكآنهم كلهم قد نهبو وسرقوا وفعلو الحرام لكي يحصلو على اموالهم الم تفكر بأنهم قد عملوا واجنهدو من اجل تصل ثرواتهم لهذا الرقم اشاركك الرأي بأن البعض من الأثرياء قامو بكثير من المحرمات لكي يصلو إلى هذه الثروة ولكن ليس الجميع.
الدين يحثنا على ان نتصدق وان نزكي من اموالنا للفقراء وكثير من الأغنياء يعمل هل يجب على الأغنياء ان يكتبو في الصحف انهم تبرعوا؟ ان مثل هذه الأعمال تكون في السر وليست في العلانية ايضا اقول ان الكثير لا يزكون ولا يتصدقون لكن الكثير ايضا يفعل.
اما بالنسبة لزيادة الأموال وان ١٠٠ مليون كافية فسأقول لك شيء واتمنى ان تفهم قصدي
قصر خاص ٢٠ مليون
طائرة خاصة ( اذا كان عمله يحتاج ان يسافر دائما ) فلنقل ٤٠ مليون
سيارات فلنقل انه مقتصد ٢ مليون ( من المؤكد انه لن يركب سيارة اقتصادية )
منزل في احد الدول التي يوجد لديه عمل بها او يحب ان يقضي اجازته فيه ١٠ مليون
لن اسرد مصاريف الصيانة والعمال ولكن ليعيش حياته بالشكل الذي يريد سوف يدفع ٧٢ مليون مما سيجعل في حسابة ٢٨ مليون والتي بدوره لن تكون كافية لكي يصرف على كل هذا وان يزيد في رأس المال من شركته او ان يمول مشروع جديد من دون الحاجة لقررض من البنك
المليار قد تكون كافية لكن ليس لكل شيء فلكل شخص طريقة في الحياة ويريد ان يستمتع في حياته وله الحرية في ان يعيش كما يريد مع الإلتزام بقوانين الدولة التي يعيش بها.
لكل شخص طموح فالبعض يريد حياة عادية والبعض يريد حياة مستورة والبعض يريد ان يعيش ثريا
والأفضل من ان يطالب الناس بمال الأغنياء ان يجتهدو لكي يكونو اغنياء ولكل شخص في الحياة حظ وفرصة ومكتوب له كيف يعيش.
ارجو ان تفهم وجهة نظري ولكل شخص رأيه.
يا صديقي أنا أفهم تماما وجهة نظرك وانا هنا لا أتكلم عن رجال الأعمال الصادقين ولذلك وضعت كلمة رجال اعمال بين قوسين
فانا هنا اتكلم عن رجال الاعمال المتصلين بالسلطة والذين جمعوا اموالهم عن طريق علاقات واحتكارات بسبب قربهم من رجال السلطة الفاسدين
هذه هي الفئة التي اعنيها من رجال الاعمال
ارجو ان اكون وضحت قصدي
إرسال تعليق