السبت، يوليو 04، 2009

عدت يا يوم مولدي!


أتعرف هذه الأغنية لفريد الأطرش، كلمات كامل الشناوي: عدت يا يوم مولدي؟ ليست هي الأغنية المناسبة للاحتفال بعيد ميلادك بأي حال، رغم أنني كنت أحياناً ما أستمع إليها يوم عيد ميلادي! نعم كنت مكتئباً وحزيناً في بعض الأوقات، وأحياناً في كثير منها! غير أنني اليوم أستعير من هذه الأغنية المشجعة للاكتئاب في يوم عيد الميلاد عنوانها فقط. لقد بلغت من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً منذ شهر تقريباً، فقلت لنفسي سوف أقدم لك وقفة تأملية وجيزة في هذه المناسبة!

* مرت على هجرتي في الولايات المتحدة سبعة سنوات. مرت مسرعة وأنجزت فيها القليل كما أضعت الكثير، أو هكذا أظن. فإذا مرت سبعة أعوام مثلهم دخلت في العقد الرابع من عمري! هكذا اقتربت الأربعين، أو اقتربت أنا منها! لقد يغير عام واحد عقداً كاملاً، والتحولات الحياتية تحدث بين يوم وليلة أحياناً. قد أبلغ الأربعين وأنا كما أنا أو أكاد، وقد آتيها وقد أنجزت ما تأخرت في إنجازه وفعلت ما طال تأجيله، الله وحده أعلم. بل وهل يعلم إنسان أصلاً ماذا يكسب غداً، أو بأي أرض وفي أي وقت يموت!

* أؤمن تماماً أن التغير الحقيقي للإنسان وحياته لابد أن يحدث أولاً في داخله، في عقله ونفسه. لذلك لا يقلقني كثيراً أن أنجز أشياءً ملموسة بقدر أن أصل إلى حالة إدراكية ومنهج حياتي يرضيني. إذا تحقق ذلك فقل على الدنيا السلام!

* ما زلت داخل جدران حياة ذاتية. هل ستأتي الأربعون وقد تخطيت نفسي وخرجت إلى الحياة الحقة والنور؟! إنني أعتقد أن الإنسان الذي يحيا في إطار حياته وحاجاته، همومه وطموحاته الخاصة هو إنسان مقطوع عن نبع الحياة الحق. ولن يشعر المرء بطعم أن يكون حياً قبل أن يفر من هذا الحبس الذاتي، الاختياري، بالفكر والعمل، ويكون الإنسان إنساناً (الجانب الإنساني الذي أسجد الله له الملائكة) بقدر ما يهتم بأمر الناس والأرض، وبقدر ما ترك من أثر، وأعان من بشر، ودرأ عن الأحياء من أذى وخطر.

* إن نهاية الطريق المحتومة والمعلومة هي الموت. وكأن الإنسان يسير في خط مستقيم نحو هذه الوجهة، ومهما باعدت به خطواته بين أهداف وآمال أو قربت، فإنها تقربه من الموت مع كل يوم يمر! وكأن الموت هو الهدف الأوحد المضمون لنا بلوغه! وبرغم ما قد يبدو في ذلك من تناقض ظاهر، فالحق أن الإنسان يزداد حياة كلما أدرك حضور الموت واستحضر حتميته، ورأى الأشياء والأحياء والأنباء من خلال عدسته!

هناك 3 تعليقات:

السنونو يقول...

هو ليه حالة الاكتئاب الخاصة بعيد الميلاد حالة عامة وكلنا نشعر بيها كلما اقترب وتصل للذروة فى يومها ثم تبدأ تنتهى.......
" لا يقلقني كثيراً أن أنجز أشياءً ملموسة بقدر أن أصل إلى حالة إدراكية ومنهج حياتي يرضيني "
فعلا من أجمل وأوضح الأوصاف للاستقرار النفسى
لأنه غالبا برضه كلنا عاوز يموت وهو سايب آثر كبير رغم أننا مش قادرين نوصف الآثر ده ايه وكبير لمين بالظبط وهذا يفقدنا كثيراً الشعور بقيمتنا
أنا معترضة أن الموت يكون هدف
أكيد لا نسعى له ولو واتتناالفرصة للفرار منه لفررنا حتى من يقول غير ذلك
هو طريق محتوم كتب علينا وما اخترناه
أنا شخصياً بعتبره بدأية الحياة الحقيقية
وأن ما نعيشه الآن هو تجربة قاسية بكل المقاييس

Rain_Drops يقول...

انت كاتب التدوينة دي قبل عيد ميلادي بيوم واحد بس يا عم شدو :)

محمد فيروز الكمالي يقول...

لعل حياتنا من صنع أيدينا
فنحن إذا لم نخطط ونضع لأنفسنا أهداف (مرسومة) ومكتوبة فلن ننجز ، لأن ترك الأمر للصدف ، ومحاولة التغيير دون أي محاولة للتغير ، لن يتم لنا ما نصبو لتحقيقه .

خواطرك رائعة وتفتح لنا المجال في التفكر.

لقد كان من بالغ سروري العثور على هذه المدونة
وأتمنى أن نكون أصدقاء في المعاناة التي اخترناها .

محمد الكمالي

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين