الخميس، أغسطس 14، 2008

شدو يخطب في الناس: الأخوة في الإسلام

تحدثت منذ فترة عن خطبة الجمعة التي حاولت خنقي في أمريكا. ثم ذكرت جانباً من توابعها وما تلاها. غير أنني لم أذكر واحداً من هذه التوابع في حينه، وهو أن هذه الخطبة أدت لإلقائي خطبة الجمعة بعد ذلك ببضعة أسابيع! والذي حدث – لمن يذكر الموضوع أو يحب العودة إليه – أنني بعد الخطبة عبرت عن استيائي الشديد، وقلت فيما قلت أن أي إنسان عاقل سوف ينفر من مثل هذا الفكر، وركزت على كوننا في بلد غربي غير مسلم، وأن أي مستمع أتى محاولاً فهم هذا الدين فسوف يكون معه كل الحق إن خرج منه نافراً ولأفكاره مستحقراً! ثم تأكد لي ذلك حينما التقيت مع رجل أمريكي مسيحي بعد الخطبة مباشرة فأعرب عن اندهاشه لما سمع واطمأن بعد أن رأى أن مسلماً أو أكثر قليلاً ينفرون أشد النفور من هذا الفكر ويرونه مخالفاً لحقائق دينهم. في الجمعة التالية ذهبت لصديقي الذي حاورته وأخبرته بما سمعت من الأمريكي المسيحي، في محاولة لتأكيد صحة ما ذهبت إليه. وكان صديقي هذا يخطب الجمعة أحياناً، فاقترح مشكوراً أن ألقى الخطبة بدلاً منه بعد أسابيع قليلة. فتترددت قليلاً ثم قبلت. والحق أنه طالما طاف بذهني من قبل أن هنالك مواضيع أحب أن تذكر على مسامع جماعة المسلمين هاهنا، بل وفكرت أن أكتب خطبة وأعطيها لصديق كي يلقيها نيابة عني، فما يهمني هو وصول الفكر بغض النظر عن أداة التوصيل. لكن حينما جاءت الفرصة ومع إلحاح وإقناع الصديق، غلبت علي طبيعتي المحبة للتجريب فقررت الإقدام، وكان ما كان!

حينما علم بعض أصدقائي بدأت التحذيرات! فإن لي آراءً في الدين كثيراً ما تزعج المؤمنين المخلصين ممن ولدوا مسلمين. ولا يفتأ استياؤهم يدهشني، إذ لا أرى فيما أقول إلا منطقاً متوافقاً تماماً مع الوحي وحقائق الرسالة. لذلك لم أتقبل بصدر رحب تحذير صديق ألا أقول خطبة تحوي فكري الديني – الغريب وربما المبتدع إن شاءوا - وأن أعرضها عليهم قبل أن ألقيها، فغمغمت باقتضاب ألن أفعل، و.. "أنا أعي ما أقول"! لم يكن غروراً لكنها خبرة أعوام بالدين كما أنزل، وبإيمان أهله به كما شبوا عليه!

حاولت أن أتحدث في أمر قريب من قبول المستمعين، على أن أعالج واحداً من أمراض جماعة المسلمين، وأعرض لما أراه شيئاً من أساسات الدين الذي احتفظ المسلمون باسمه وجحدوا معناه، فتحدثت عن الأخوة في الإسلام. والحمد لله تقبلها الناس بقبول حسن. وقد رأيت أن أسجلها حتى أستطيع العودة إليها وتكشف أخطائي، لا سيما أنها كانت باللغة الانجليزية، وهي لغة لم أتعلمها إلا في المدارس الحكومية المصرية، ثم بالقراءة والحياة في أمريكا على كبر! وهي تجربة وخبرة مفيدة في الإلقاء والتكلم أمام جمع من الناس، أو الـ public speaking. وقد أصابني القلق قبل الخطبة حينما أدركت أنني لم أفعل إلا أن كتبت نقاطاً، فندمت أنني لم أكتب النص كاملاً حتى يسهل علي تكوين المعاني. ولم أقل كل ما أحب قوله في هذا الموضوع، لا سيما بعض الاقتراحات العملية، فقد كنت محدوداً بوقت معين.

هذا تسجيل للخطبة تستطيعون تحميله والاستماع إليه، وأرحب بكل رأي ونقد. وسوف أكتب المعاني بالعربية أيضاً وأنشرها في تدوينة قادمة بإذن الله.
حمل ملف mp3 مــن هنــــــا، أو مــن هنــــــا.

هناك 10 تعليقات:

Qusay يقول...

باذن الله انزل الملف واقول لك رأيي...
my 2 cents
كما يقول الامريكان

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

شكرا يا باشا وفي انتظار رأيك وتقييمك
كمان انا قلت تاني خطبة ليا النهاردة فهنعوز رأيك في الجديد كمان لما انزله بقى ان شاء الله
:)

Rain_Drops يقول...

أنا عارف إنك كسول في القراية زيي يا شدو ، أنا بس افتكرتك لما لقيت حدود كندا في أول صفحتين ، و بعدين دي حتة قصة يعني مش هتاخد غلوة
أنا بنزل الخطبة أهو ، بس هي كبيرة قوي كدا ليه انت كنت بتحاول تقتلهم جوعا و عطشا بدل خنقا ؟

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

يا محمود هي مش طويلة ولا حاجة دي كلها نص ساعة هو الملف بس هو اللي كبير
عموما بقى يا سيدي خطبة النهاردة الملف بتاعها صغير خالص لما تنزلها هتبقى سهلة ان شاء الله
:)

sherina يقول...

بداية بجييك يا محمد على التعبير الرائع اللى إنت قولته إن المسلمين احتفظوا باسم الإسلام وجحدوا معناه فعلا الفئة العريضة من المسلمين دلوقتى ينطبق عليهم تعبيرك ده ، وهحمل دلوقتى الخطبة عشان أسمعها بس يارب أعرف أنزلها

غير معرف يقول...

الأخ العزيز الحبيب محمد شدو
أولا: أنا أحبك في الله
ثانيا: تعليقا علي خطبة الجمعة التي حاولت خنقك في جامعة كورنل، و توابعها:
عندي اقتراح حتي لا تتكر خطبة الأستاذ الجامعي، لماذ لا تشكلون انتم - متطوعي اعداد خطبة الجمعة بالمنطقة التي تعيش بها – جمعية يكون هدفها التعريف بالإسلام و الدفاع عنه بطرقة راقية و ذلك من خلال خطب يوم الجمعة التي – كما تقول – يحضرها غير المسلمين لكي يعرفوا ما هية الإسلام. و يكون من ضمن مهام هذه الجمعية اعداد خطب الجمعة و مناقشتها مسبقا من قبل المتطوعين حتي لا تكرر حادثة الأستاذ الجامعي تلك.
لو كنت مكانك لأستئت كثيرا لهذه الخطبة كما استئت انت، و لكني كنت سأناقش الأستاذ الجامعي هذا، و اعرض عليه و حهة نظري، بعد الخطبة طبعا، و عن ما يمكن ان تسببه مثل هذه الخطب من تشويه لصورة الإسلام. لا حظ انا هذا الأستاذ الجامعي من الممكن ان ينتقل في العالم الغربي كله و ينقل معه فكره، و طريقته في الحديث عن الإسلام، لذلك فلنبدأ كما قلت انت في أحد تدويناتك بتقوية جهاز المناعة.
ثالثا: لقد استمعت إلي خطبتك و استمتعت بها و أثرت في كثيرا.
رابعا: اعرفك بنفسي:
اسمي اسلام أبوبكر 20 سنة من بسيون محافظة الغربية مصر

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

شيرين

يا ترى عرفتي تنزليها ولا ايه؟

إسلام

أهلا بك يا صديقي وشكرا جزيلاً وكثيرا على تعليقك وأحبك الله لما أحببتي

ملحوظاتك جميلة جدا وصدقني هذه الافكار بالفعل تراودني انا وبعض الاصدقاء ونفكر في اشكال مختلفة لفعل ذلك
لكن لم تختمر اي من هذه الافكار بعد
خاصة ان بعض الاصدقاء يتنقلون كما انني قد انتقل الى مدينة اخرى ان شاء الله وهذه الظروف غير المستقرة لا تتيح تخطيط شيء طويل الامد
وان شاء الله يأتي وقت تتحرك الأفكار من داخل الرؤوس الى الواقع

وسعيد بمتابعتك واراءك ولا تبخل بها علينا كلما عن لك رأي

Zanooba (Zeinab sab9n) يقول...

بجد أنت معاك حق إحنا سبنا باطن الإسلام الجميل و إتجهنا بس للمظاهر ..الظاهر حلو و مهم لكن الباطن أهم يعني في البطاقة مكتوب أحمد و حسين و علي لكن الأخلاق و الطباع مفيهاش حاجة من الاسماء أنا مش عارفة أنزل الخطبة لأن النت بطيء عندي بس إنشاء الله أول ما أقدر حسمعها و أقولك رأيي

جزاك الله كل خير

ahmed_k يقول...

في البدايه خطبة الجمعه حدث جلل
فمن خلالها قد ينتقل إلي مستمعيها
أفكارا خاطئه لا تمت للإسلام بصله
لذلك وضع الإسلام ضوابط وقواعد لمن يتصدى بأدائها
فيشترط أن يكون حافظا لكتاب الله
وملما بسنة النبي عليه الصلاة والسلام
وبعلوم الفقه
وكذلك ان يكون ملما بأركان الخطبه
فهي مهمه جدا
انا لن اعلق علي الموضوع بذاته
ولكني في إنتظار ترجمتك للخطبه بالعربي
حيث أني لست ضليع جدا في الغة الإنجليزيه
وياريت تكون ترجمه حرفيه
أنا سأحملها عندي لعلي أستطيع ترجمة ما أمكنني

ولكني سأنتظر ترجمتك لها

في أمان الله

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

زينب

شكرا يا زينب وأرجو انك تكوني عرفتي تنزليها

أحمد

شكرا على المتابعة يا أحمد وارجو ان يسامحني الجميع على التأخير في الترجمة
قريبا ان شاء الله

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين