الخميس، أغسطس 07، 2008

طائر يتنزه

هذا طائر اجتمع معي يوم أمس في ذات المكان، توجانوك بارك في مدينة إثاكا الشمالية الصغيرة، حيث أحد الثنائيات المفضلة عندي ألا وهي اجتماع الماء والخضرة. لم يبد عليه أن عنده هموم أو مشاغل، لذلك من الطبيعي أن نتصور أنه خرج في الطبيعة يلهو ويستمتع بجمالات الخلق الإلهي في كوكب الأرض. كان يمشي حيناً في الخضرة، ويقف أكثر الأحيان ونظره للماء، واقفاً هادئاً متأملاً. ثم يرتفع عن الأرض ارتفاعاً يسيراً حيث لا يمسكه إلا الرحمن، فيمرح في الهواء لحظات ثم يعود إلى الأرض. كان يسرع للارتفاع أيضاً كلما حاولت أن أدنو منه كي أصوره عن قرب. لم يدرك أنني إنما أردت الاقتراب بحسن نية وفي إطار من مشاعر الود والصداقة، لا تشوبها شائبة من الإثم والعدوان. ربما علم من تجربته الخاصة ومن حكايات الحكماء من الطير أن الإنسان كائن لا يؤمن جانبه. والطير لا يحزن كثيراً أن يذبحه الإنسان ليأكله، فهو يعلم أن هذه واحدة من أسباب خلق الله له، لكنه رأى كيف يقتل الإنسان طيوراً ليلهو بها ويمرن مهاراته في تصويب الرصاص والموت إلى صدور الأحياء. كما علمت الطيور أيضاً ما فعله الإنسان في الأرض من فساد وتلويث مما لا يتصوره عقل، إذ لم يلبث بنو آدم أن خربوا اليابسة حتى تحركوا إلى البحر الواسع فلم يرحموه من مختلف أنواع السموم والفضلات يلقونها إليه! وها أنا أنشر صورة هذا الطائر المحب للماء والخضرة كلفتة سلام وود نحو هذه المخلوقات الجميلة، نيابة عن نفسي وعن كل أصدقائي من البشر الذين لا يحبون الفساد ولا يسعون في الأرض تلويثاً وتخريبا!




هناك 6 تعليقات:

Rain_Drops يقول...

جميلة يا شدو ، كويس إنك قدرت تقفشهولنا

:)

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

شكرا يا باشا الحمد لله انها اعجبتك

Qusay يقول...

ذكرتني هذه القصة بمقالة لباولو كوويلو يتحدث فيها عن طائر البحر و كيف انه حاول ان يلمسه... فنصحته امرأة ان يتخيل ان نورا يخرج من صدره الي صدر الطائر، و عندما حاول ان يفعل ذلك، بعد عدة محاولات طبعا، استطاع ان يلمس الطير. حاولت ان افعل ذلك، و لكن...

اتعلم ما المحزن؟ عندما تري الطيور لا تخافك في الدول الغربية... و لا تقرب منك الطيور في الحرم المكي...

sherina يقول...

بختلف معاك يا محمد فإذا كان الطير لا يحزن عندما يدبحه الإنسان ليأكله فهذا يعنى أنه يشعر بما يدور فى عالم البشر وبالتالى يشعر بما يحدثه الإنسان من تخريب فى الأرض وهنا أختلف مع البداية التى ذكرتها أنت بأنه وقف متأملا دون مشاكل فربما يكون هذا الطائر الجميل يحمل آلاما لا نحملها بشر ولكن لفت انتباهى وحدة هذا الطائر وأخيرا سبحان الله

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

princejimi

ربما لم تتخيل بالقوة الكافية حتى تستطيع لمسه يا صديقي

انا لم أر من عالمنا العربي غير بلدي مصر
والحقيقة برضه لفت نظري ان في شوارع مدينة زي نيويورك اللي هي مزدحمة جدا وجدت في مناطق الازدحام طيوراً كثيرة تطير وتقف على الرصيف
ولا أذكر اني رأيت مثل ذلك في القاهرة

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

الله اعلم بما يشعر به هذا الطائر يا شيرين
لكن انا قصدي انه ما عندوش مشاغل البشر زي العمل يعني هو احتياجاته كلها بسيطة اكله بيلاقيه في الطبيعة وخلاص
مش مضطر بقى يروح يشتغل اي شغل عشان يوفر المال والسكن ويدفع الفواتير وكده
!!
يعني عنده حرية وهموم اقل منا نحن البشر في هذا الجانب

اما وحدته فالحقيقة دي ممكن تقولي خدعة تصويرية يعني هو ما كانش لوحده كان معاه "شلة" طيور تانية لكن مش ظاهرين في الصورة
وان كان فعلا مش بيتحركوا قريبين من بعض قوي لكن كل واحد واخد مساحة لوحده شوية
وطبعا ما اجهل الانسان بعالم وحياة هذه المخلوقات من الداخل

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين