الجمعة، مايو 02، 2008

الانترنت: صداع المسؤلين وحليف الثائرين

كثيرون يضيقون أو يسخرون بجهاد الانترنت، وقد يرون فيه ضرباً من التنفيس السهل عن الرفض والرغبة في التغيير. وليس هناك في الواقع جهاد انترنت، ولكن الفيس بوك ومختلف أدوات الانترنت هي بالضبط كذلك: أدوات. فماذا تفعل هذه الأداة؟ إن ما تفعله هو تيسير التواصل بين الناس، المهتمين بقضية واحدة، بسرعة وسهولة غير مسبوقة في تاريخ الإنسان. وقد قرأت اليوم قصة صغيرة رأيت أهمية ذكرها في السياق المصري الحاضر، ونحن على مشارف "إضراب" جديد يوم الرابع من مايو. لم تعد كلمة إضراب مناسبة تماماً. هو احتجاج جماعي إن شئت. القصة حدثت في أمريكا، وأبطالها طلبة مدارس حكومية في ولاية فيرجينيا. والحكاية باختصار أن طالباً توفي من جراء انتشار مرض معد، ولم يكن الطلبة راضين عن مستوى النظافة في مدارسهم، مما ييسر انتقال العدوى. وبين ليلة وضحاها (خلي بالك بقى من الحتة دي) نظم الطلبة أنفسهم عن طريق رسائل المحمول والمواقع الاجتماعية – من قبيل فيس بوك، وجر الطلبة مسؤلاً كبيراً (على ملا وشه) وأخذوه في جولة في أحد المدارس حتى يرى ما يريدونه أن يرى. ونتج عن ذلك أن تم إغلاق 27 مدرسة تابعة لهذه الإدارة التعليمية وتنظيفها و"تعقيمها". خلصت الحدوتة الأمريكاني.

الحدوتة المصرية: الرئيس غير موعد خطابه للشعب وقدمه بضعة أيام. و"منح" الشعب العامل "منحة" كبيرة، زيادة عن السنين الماضية. وطبعا لن يوقف هذا الخطاب "مجاهدي الانترنت" عن الجهاد "الافتراضي". لأن تأثيره تحول بقدرة قادر من عالم الافتراض والأوهام الرقمية إلى عالم الواقع والخطابات الرئاسية. وكان الاستنتاج أن الموضوع ليس جهاداً رقمياً ولا افتراضياً، ولكنه استخدام وسيلة تتيح التواصل السريع جداً جداً بين الناس العادية جداً جداً، التي ليس لها قدرة على الوصول لوسائل التواصل والإعلام الأخرى، الطبقية في جوهرها، كونها غير متاحة إلا لنخبة تملك المال أو السلطة أو الشهرة. والله أعلم!

هناك تعليقان (2):

Rain_Drops يقول...

احنا لسه بننضج واحدة واحدة يا شدو ، ماتنساش إننا شعب كان محروم لأجيال ورا أجيال إنه بس يعبر عن رأيه في سياسة بلده ، لسه بس لما نصدق نفسنا كدا و إنهم مش عارفين يوقفونا هتلاقي الناس بدأت تفكر في أدوات أقوى لاستثمار وسيلة اتصال بين الشباب زي الانترنت

كنت هتضحك كتير قوي لو قريت أهرام الجمعة بتاع امبارح و اللي كاتبينه عن العدو الشرير اللي اسمه الفيس بوك ، بس أهرام جمعة ايه بقى دا تلاقيه خلاص بقى تراث بالنسبة لك :d

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

انا عارف يا محمود ان الناس لسه بتجرب الاداة
وعشان كده انا قلت انها اساسا اداة
انا عارف ان الحاجات دي مش هتغير نظام الحكم دلوقتي
لكن الناس بتجرب وبتشوف ايه اللي بينفع وايه اللي ما بينفعش
ودي بدايات كويسة

انا وصلني شوية حاجات من اللي اتقالت في الصحف القومية
مش عارف والله اقول ايه
الناس دي خوفها على مناصبها الوهمية خلاهم اغبيا جدا
وده طبيعي لان الانسان المصلحجي في الحقيقة ضعيف جدا وغبي
!!

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين