أخيرا ظهرت فائدة – حقيقية عملية إخبارية – لاهتمام المصريين العبثي بامتلاك ما لذ وطاب من أنواع التلفون المحمول. لقد بدأت هوجة المحمول أثناء دراستي الجامعية، وكنت أعيش في القاهرة، وتقلبت بين الشقق والأحياء عبر سنوات الدراسة، ثم العمل، في القاهرة. خلال هذه الفترة بأكملها كنت مستغنياً بوجود تلفون أرضي في الشقة، ولم أر حاجة لحمل تلفون معي، على الرغم من شيوعه بين قرنائي. أذكر أحدهم وهو يقول لي: "مش هتجيب المحمول بقى يا محمد؟"، لا أذكر تماماً بم أجبته، ربما صدر مني رد مقتضب من قبيل: لما احتاجه هبقى اجيبه. ولم أقتني المحمول إلا حينما أصبحت له حاجة ملحة بعد انتهاء الدراسة وبدأ العمل. وحتى حينما اشتريته، قمت بتوكيل أخي في شرائه بمعرفته، ولم أره إلا بعد أن تم شراؤه بالفعل.
وكنت أرى في مصر شبابا يبدو عليهم أنهم يغالبون الحياة من أجل الرزق، ومع ذلك يحملون المحمول. ومراهقون وأطفال ألحوا على ذويهم حتى اشتروا لهم المحمول. وفواتير تلفون فلكية بسبب مكالمات المحمول. ثم أصبح لدينا في مصر عادة مضحكة، هي عادة "الرنات". وهو نوع مصري جديد من التواصل، لا هو بالكلام ولا هو حتى بالكتابة، ولكن "بالرنة". رنة المحمول. بس اوعى "تفتح" علي من يرن لك. ده عاوز بس يقولك انه فاكرك. لو أجبت المكالمة فأنت تحمله ثمن دقيقة من تلفونه المحمول. الرنة معناها بس انا فاكرك، مش معناها اننا نتكلم بقى وندفع. هي الناس معاها فلوس أساسا.
ولم يتوقف الأمر عند اقتناء المحمول، بل أصبحت تجد الناس في مصر يغيرون ويحدثون "محمولهم" لكما سنحت لهم الفرصة. ولعمري إنك سوف تجد في بلد فقير مثل مصر أنواع من المحمول في أيدي الناس أكثر تقدماً مما تجده في بلد غني مثل أمريكا. فثقافة الحياة في أمريكا مثلا هي ثقافة عملية أكثر منها مظهرية.
ولكن حدث إضراب المحلة، وكتمت الحكومة المصرية على أنفاس الإعلام، فظهر المحمول في وقت الشدة وتبينت شهامته وأنه مش منظر وبس. فشباب المحلة يحملون محمولاً يحمل كاميرات الفيديو، فأخذ الشباب يصور ويصور، أشياء لم يكن للإعلام العادي أن يصل إليها. وبعد أن يصور، يستخدم أداة أخرى عبقرية من توابع ثورة الانترنت، وهي يوتوب. وكنت أنا أدخل كل ساعة وأبحث عن فيديوهات جديدة وضعها شباب المحمول "أبو فيديو"، فتصلني صورة واضحة لما يحدث في مدينتي الأم. لم تكن الصورة جميلة أو مشرقة، بل كانت صورة مدينة تحترق بالنار، نار الشوارع ونار النفوس المغلوبة. نفوس شباب يشعر أن وطنه هو سجنه. وأن حكومته هي سجانه. وبعد أن أصبح المحمول في أيدي الاف الشباب، بات جلياً من الان فصاعدا أن الحكومة لن تستطيع الاختباء خلف قمع الإعلام. فقد أصبح الإعلام في هذا العصر حقاً متاحاً لكل مواطن. وحتى بعد أن انتبهت الحكومة المصرية الغبية لهذا الأمر، وبدأت في اعتقال المدونين، فإنها لن تستطيع الوصول لكل محمول. والحل الوحيد الان أن تمنع الحكومة "المباركة" المحمول أبو كاميرا فيديو، عشان تستر على نفسها من الفضيحة!
وكنت أرى في مصر شبابا يبدو عليهم أنهم يغالبون الحياة من أجل الرزق، ومع ذلك يحملون المحمول. ومراهقون وأطفال ألحوا على ذويهم حتى اشتروا لهم المحمول. وفواتير تلفون فلكية بسبب مكالمات المحمول. ثم أصبح لدينا في مصر عادة مضحكة، هي عادة "الرنات". وهو نوع مصري جديد من التواصل، لا هو بالكلام ولا هو حتى بالكتابة، ولكن "بالرنة". رنة المحمول. بس اوعى "تفتح" علي من يرن لك. ده عاوز بس يقولك انه فاكرك. لو أجبت المكالمة فأنت تحمله ثمن دقيقة من تلفونه المحمول. الرنة معناها بس انا فاكرك، مش معناها اننا نتكلم بقى وندفع. هي الناس معاها فلوس أساسا.
ولم يتوقف الأمر عند اقتناء المحمول، بل أصبحت تجد الناس في مصر يغيرون ويحدثون "محمولهم" لكما سنحت لهم الفرصة. ولعمري إنك سوف تجد في بلد فقير مثل مصر أنواع من المحمول في أيدي الناس أكثر تقدماً مما تجده في بلد غني مثل أمريكا. فثقافة الحياة في أمريكا مثلا هي ثقافة عملية أكثر منها مظهرية.
ولكن حدث إضراب المحلة، وكتمت الحكومة المصرية على أنفاس الإعلام، فظهر المحمول في وقت الشدة وتبينت شهامته وأنه مش منظر وبس. فشباب المحلة يحملون محمولاً يحمل كاميرات الفيديو، فأخذ الشباب يصور ويصور، أشياء لم يكن للإعلام العادي أن يصل إليها. وبعد أن يصور، يستخدم أداة أخرى عبقرية من توابع ثورة الانترنت، وهي يوتوب. وكنت أنا أدخل كل ساعة وأبحث عن فيديوهات جديدة وضعها شباب المحمول "أبو فيديو"، فتصلني صورة واضحة لما يحدث في مدينتي الأم. لم تكن الصورة جميلة أو مشرقة، بل كانت صورة مدينة تحترق بالنار، نار الشوارع ونار النفوس المغلوبة. نفوس شباب يشعر أن وطنه هو سجنه. وأن حكومته هي سجانه. وبعد أن أصبح المحمول في أيدي الاف الشباب، بات جلياً من الان فصاعدا أن الحكومة لن تستطيع الاختباء خلف قمع الإعلام. فقد أصبح الإعلام في هذا العصر حقاً متاحاً لكل مواطن. وحتى بعد أن انتبهت الحكومة المصرية الغبية لهذا الأمر، وبدأت في اعتقال المدونين، فإنها لن تستطيع الوصول لكل محمول. والحل الوحيد الان أن تمنع الحكومة "المباركة" المحمول أبو كاميرا فيديو، عشان تستر على نفسها من الفضيحة!
هناك 13 تعليقًا:
waren bafet
أغنى شخص في العالم حاليا .. وأسطورة المستثمرين .. ورغم حجم تعاملاته اليومي العملاق إلا أنه لا يملك هاتف محمول !!! ولك في الحقيقة هو عنده حق .. فهو لا يستخدمه في أشياء ذات أهمية مثل الحال عندنا من رنات ورسايل نصية (ممسوخة)وليست منسوخة .. ممحية المعنى .. كما ترى نحن نستفيد منه إستفادة قصوى!!
تحياتي لك يا محمد
:)
و الله يا محمد كأنك قرأت ما يدور بذهني كلما شاهدت فيديو لاحداث المحله مصورا بكاميرا محمول
تحياتني
أنا زيك بالضبط يا شدو و لحد الوقتي عمري ما شلت محمول غير يوم واحد لما أبويا جابه بالعافية و دبسني فيه ، تاني يوم اديته لأختي الصغيرة و قلت لما أحس إني محتاجه هبقى أجيبه ، و لسه لحد الوقتي مش حاسس إني محتاجه !
محمد انت محلاوي؟؟؟
بجد بجد رجاله وحووش واحسن ناس
وهما اول سطر فى صفحه جديده خالص للبلد ديه باذن الله
كريم
ما كنتش اعرف ان وارن ما عندوش محمول
اصل النجاح الحقيقي للناس العملية مش الناس اللي مهتمة بالمظاهر وبس
وعشان كده احنا مجتمع فاشل
مايكل
اهلا بيك يا باشا
الافكار عند بعضها
:)
محمود باشا
الحمد لله لسه فيه شباب في مصر مش شايلة محمول ومش هتجيبه الا لما تحتاجه
بس انت طبيعي هتحتاجه لما تبدأ تشتغل
لما تجيبه ابقى ابعتلي النمرة عشان اكلمك
:)
نسرين
طبعا انا محلاوي وعيلتي في المحلة
ما شفتيش لما قلت
لو لم اكن محلاويا لوددت ان اكون محلاويا
:)
المحلة لسه عاوزة مني شوية كلام ان شاء الله
لانها مدينة مهمة من كذا جانب
وارجو اننا نكون على ابواب عصر جديد فعلا ان شاء الله
دا كتاب اسمه قرطبة حاضرة الخلافة في الأندلس ،هيعجبك قوي لو كنت بتحب التاريخ زييftp://ia331337.us.archive.org/2/items/qrtbh-hadrh-alkhlafh-fy-al-d-a-ar/qrtbh-hadrh-alkhlafh-fy-al-d-a-ar_PTIFF.zip
السلام عليكم
حضرتك اتكلمت فى نقطتين مهمين
المظهريه ودى من طبيعه العقليه العربيه
الامر التانى المهم هو كاميرا الموبايل
حضرتك اعتبرتها مهمه فى نقل الوقائع زى احداث المحله
بس مع الاسف برضو بيتم استخدامها اسوأ استخدام
unknown
طبيعي ان كاميرا الموبايل بيتم استخدامها اسوأ استخدام
هي زي اي اداة محايدة في ايد الانسان
كل انسان بيستخدمها بطريقة تعبر عن نفسه
لكن في احداث زي احداث المحلة بتكون لها فايدة لنقل وقائع الاعلام مش بيوصلها
يعني هي جزء من ثورة الاتصالات وان كان عندنا الناس بيتعاملوا مع المحمول بعقلية مظهرية لا تفيدهم ولا تفيد احد
دي دفعة صغيرة من كتب مكتبة الإسكندرية يا شدو سلي نفسك فيهم على ما أشوفك أونلاينز
ftp://ia331320.us.archive.org/2/items/tarekh-swahl-msr-alshmaleh-rmd-ar
ftp://ia311502.us.archive.org/0/items/lealy-alf-lelh-mhf-ar
ftp://ia331334.us.archive.org/2/items/mathr-alanafh-fy-maalm-alkh-alq-1-ar
ftp://ia331342.us.archive.org/0/items/mathr-alanafh-fy-maalm-alkh-alq-2-ar
ftp://ia331306.us.archive.org/1/items/mathr-alanafh-fy-maalm-alkh-alq-3-ar
ftp://ia311517.us.archive.org/2/items/merkhw-msr-alaslameh-ana-ar
ftp://ia331314.us.archive.org/1/items/messh-alabahh-fy-alshreah-alt-ar
ftp://ia331311.us.archive.org/3/items/mhmd-sly-allh-aleh-w-slm-alb-ar
ftp://ia311529.us.archive.org/1/items/mhmd-fadl-aljmaly-jhad-fy-ar
ftp://ia331319.us.archive.org/3/items/mhmd-w-alehwd-nzrh-jdedh-ahm-ar
ftp://ia331303.us.archive.org/1/items/mdkhl-aly-altswf-alaslamy-alt-ar
ftp://ia331314.us.archive.org/3/items/mshahd-mn-heah-alrswl-sly-ghre-ar
ftp://ia331303.us.archive.org/3/items/asrar-alseash-shaef-swda-ar
ftp://ia331315.us.archive.org/2/items/aslafna-alarb-awl-ar
ftp://ia331306.us.archive.org/3/items/aslam-bla-dfaf-adr-ar
ftp://ia331343.us.archive.org/2/items/asmaael-ar
ftp://ia311509.us.archive.org/3/items/ashhr-qss-alhb-wagh-ar
ftp://ia331335.us.archive.org/3/items/ashhr-mshaher-alaslam-fy-al-ala-ar
ftp://ia331336.us.archive.org/1/items/ashhr-mlkat-altarekh-far-ar
ftp://ia331330.us.archive.org/2/items/aslah-alghlt-aw-aslah-ghlt--alkh-ar
ftp://ia301314.us.archive.org/2/items/aswl-alhrb-alaalmeh-althaneh-tae-ar
ftp://ia331308.us.archive.org/1/items/aswl-altswf-fy-alqran-alk-alm-ar
ftp://ia331313.us.archive.org/3/items/abd-alnasr-raed-alqwmeh-a-let-ar
ftp://ia311517.us.archive.org/0/items/nasr-azmt-dymkratya-ar
ftp://ia331337.us.archive.org/1/items/abd-nasr-estemar-ar
ftp://ia331308.us.archive.org/0/items/abd-alnasr-w-aldhen-ghdrwa--ar
ftp://ia331314.us.archive.org/3/items/abd-alnasr-w-am-klthwm-al-alm-ar
ftp://ia301326.us.archive.org/3/items/abd-alnasr-w-thwrh-aljzaer-ar
ftp://ia331314.us.archive.org/3/items/abor-hzyma-ar
ftp://ia331318.us.archive.org/3/items/abwr-msr-mn-alhzemh-aly-a-mns-1-ar
ftp://ia311517.us.archive.org/1/items/954-sona-msdr-marfa-ar
ftp://ia301337.us.archive.org/3/items/alsharawy-ebwh-basrarh-ma-abw-ar
ftp://ia331317.us.archive.org/3/items/alsharawy-aldaaeh-almjdd-abd-ar
ftp://ia331305.us.archive.org/0/items/alshmarekh-fy-alm-altarekh-als-ar
ftp://ia331308.us.archive.org/0/items/alshmal-alshrqy-alafreqy-fy-kwb-ar
ftp://ia331310.us.archive.org/1/items/alshekh-mhmd-mhdy-shms-alden-mws-ar
ftp://ia331306.us.archive.org/3/items/alshekh-aly-ewsf-w-jredh-al-sal-02-ar
ftp://ia331318.us.archive.org/3/items/alshekh-aly-ewsf-w-jredh-al-sal-37-ar
ftp://ia311542.us.archive.org/2/items/alshetan-fy-zlal-alqran-l-alt-ar
مشتكرين يا باشا
بس الواحد عاوز يبطل شغل ويقعد يقرا عشان يلحق يخلص كل ده
:)
إرسال تعليق