الثلاثاء، يوليو 10، 2007

السياحة الداخلية

في تدوينتي الأخيرة تحدثت عن قرية صغيرة على بعد ساعة زمن من مدينتي، اكتشفتها منذ أيام قليلة. بعدها طلب مني بعض الأصدقاء تخطيط رحلة في يوم إجازة، فقلت لنفسي فلأكمل مسيرة السياحة الداخلية واستكشاف ما يحيط بنا من أماكن، خاصة أن فصل الصيف هنا هو الفرصة الوحيدة للاستمتاع بالطبيعة، فالشتاء لا يحلو فيه الخروج كثيراً في الهواء الطلق، لأن الهواء الطلق هذا يكون أبرد من درجة حرارة الفريزر بعينه، كما أن الثلج الأبيض ينزل ثم لا يجد شمساً تقوى على إذابته، فتطول حياته لشهور، ويحول بينك وبين زيارة أماكن طبيعية مثل التي آتيك بصور منها اليوم.

القرية - نعم قرية أخرى! - التي زرتها بالأمس تبعد عن مدينتي نصف ساعة فقط من الزمن، ولكنها في اتجاه لم تطأه قدماي من قبل. القرية على الساحل الجنوبي لواحدة من بحيرات المنطقة، بحيرة سينيكا. ولأننا في منطقة جبلية، فإنك تجد الماء يتخذ طريقاً بين الجبال حتى يهبط إلى مستقره في البحيرات، وحين يهبط الماء بين الصخور يقدم لك لوحات طبيعية متغيرة، ما بين مسقط مياه، شلال يعني، ومجاري منبسطة بين الصخور.

من حسن الحظ أن ذلك يقع في بلد عرف أهله كيف يعرضون لوحات الطبيعة التي أبدعها لهم الخالق. وكأنهم لا يتركون اللوحة بغير "برواز" ييسر للناس التطلع إليها. وهكذا تجد في أكثر مجاري الماء هذه طرق طبيعية ولكنها ممهدة لسير الإنسان، فتجد نفسك وقد استطعت مصاحبة الماء في رحلته بين الصخور على امتداد أميال وأميال. وهي رياضة محببة هنا، يسمونها "هايكنج" ولا أعرف لها ترجمة عربية. قد يترجمها البعض بتسلق الجبال، ولكنها ليست تسلقاً ولا يحزنون، فأنت تستطيع المشي في هذه الأماكن دون معدات ودون مخاطرات. هاكم بعض ما فتح الله به علي من الصور أثناء هذه الرحلة القصيرة.






ليست هناك تعليقات:

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين