الأربعاء، يوليو 04، 2007

يقظة


كان جسراً يمتد فوق الماء، فإذا كنت فى آخره، أحاطك البحر، فلم تر إلا الأزرق بدرجتيه.. البحر والسماء. هناك كنت واقفاً أنظر للمشهد الروحى وبينى وبينه حاجز.. أعجز عن تخطيه، أو معرفة طبيعته. وبينما أنا أتحسر على انعدام حظى، تنبهتُ للرجل الواقف مستقبلاً المشهد فى سكون وصمت.. وبعد أن قطعتُ الجسر مرات جيئة وذهاباً، مراقباً إياه، وجدتُ أن الرجل وقفته قد طالت، على هيئة واحدة، لم يحرك حتى رأسه.. فحسدته على ما أوتى من حظ أن استطاع على هذا السكون وهذا التأمل صبرا... وبينما أنا بين حسرتى وحسدى فطنت إلى حقيقة ساخرة.. إن هذا الرجل نائم ! فشعرتُ بانتصار خفى وشماتة، وذهبت إليه أوقظه وعلى وجهى ابتسامة خفيفة فيها شىء من استعلاء: سيدى.. أنت نائم؟ -
صدمنى الرجل فى هدوء: بل متيقظ
كتبت في 27 مايو 1994

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

أمتعتني هذه التدوينه إلي أقصي حد
بجد رائعه

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

Moza

وأسعدني تعليقك ايضا
فهو اول رأي عن القصة

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين