الأحد، فبراير 05، 2006

بين الثراء والتخمة

لقد أقسم الله بالقلم وبما يسطره به الإنسان. بل إن القلم-القراءة والكتابة-هو الوسيلة الوحيدة التي اختار الخالق أن يتواصل بها مع عباده، فالكتب السماوية هي، كما ترى، كتباً تقرأ وتتلى. والجاهل بالقراءة غير مستطيع للتواصل مباشرة مع كتاب الله، فهو بحاجة إلى من يقرأ له. هكذا جعل الله للقراءة والكتابة مكاناً خطيراً في حياة الإنسان منذ بداية الخلق.

وفي عصرنا الحالي تمتليء حياة الناس بآلاف مؤلفة من الصحائف المكتوبة، ما بين كتب ومجلات وصحف ومواقع على الإنترنت. والناس حتى في البلاد الفقيرة ما زالت تقبل على قراءة الصحف وغيرها، إذ يهيء لهم ذلك نوعاً من الاتصال بالحياة ورؤية عالمهم من نافذة مفتوحة، أو شبه مفتوحة. ومهما كان ما يطلون عليه من هذه النافذة، فإن الإنسان يفضل وجود النافذة على عدمه. بل إنه لو لم تتاح له نافذة حقيقية تراه يدفع ماله لقاء لوحة يعلقها على الحائط، مرسوم عليها نافذة مفتوحة على الدنيا، ثم يجلس إليها كل يوم. وفي جلسته يلعن النافذة المزيفة ويسخر منها بما في نفسه من
مرارة القهر وحسرة الحرمان

في خضم هذا البحر اللجي الذي لا يرى الفرد له أولاً من آخر، قد يقف المرء ذات مرة ليفكر ويحاول الاستيعاب والرؤية. ليس الاستيعاب وليست الرؤية لتلك الأعداد التي لا تحصى مما يقرأ، ولكن لموقف الإنسان منها ومنهجه في التعامل معها

هناك تعليقان (2):

أحمد يقول...

كتب الله يفترض انها نزلت شفاهية و ليست صحف مكتوبة
:-)

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

ولكن تم تجميعها في "كتاب" ولم يترك القران مثلا ايات متفرقة، ثم تم ضبط الكتابة فيه حتى يمكن وصوله إلى جميع الناس، فإن كان القران نزل شفاهة فقد أريد له أن ينتقل ويحفظ ككتاب، بل ان اسمه "الكتاب" في اياته ذاتها، أليس كذلك؟
:)
والقران يشير إلى "صحف" الأنبياء الاخرين قبل الرسالة الخاتمة، فهل الصحف شفاهية أم أنها مكتوبة؟
وفي بداية سورة "القلم" يقسم الله به: "نون والقلم وما يسطرون" وكما نكرر كثيرا، أمر "إقرأ" هو أول كلمة نزلت من القران، حتى لو نزلت شفاهية في البداية
:)
وشكرا على الزيارة

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين