الأربعاء، ديسمبر 28، 2005

سفنكس والهجرة

طبعا سفنكس المقصود ليس هو القابع بجوار أهرام الجيزة، فهو ساكن صامت لم يمل جلسته منذ آلاف السنين، غير أن الدنيا تتغير كثيرا من حوله، ومن أجلسوه في مكانه ذهبوا منذ زمن بعيد، وأحفادهم الان أحيانا ما يذكرونهم حين يودون بيان فضلهم على العالمين في التاريخ القديم، بعد أن رضوا بالخروج من التاريخ الحديث، ولعلهم يدخلون المستقبل حتى يعوضوا أنفسهم عما فاتهم.

سفنكس المقصود هو صديقنا
سفنكس المخنوق، وقد سألني عن الهجرة إلى الولايات الأمريكية ووعدته ببيان ما عندي من علم قليل وخبرة عملية في الأراضي الأمريكية. أعتقد أن فرص الذهاب إلى الولايات المتحدة تنحصر الآن في ثلاث وسائل: الأولى هي أن يحالفك الحظ السعيد وتفوز في يانصيب الهجرة، المسمى بالجرين كارد لوتري، والتقديم فيه مجاني ويتم إجراؤه على الانترنت على موقع حكومي مخصص لذلك، غير أن الموقع متاح فقط في فترة التقديم التي تستمر عادة لشهرين من أول أكتوبر وحتى آول ديسمبر، يعني انتهت في أول هذا الشهر. وهي تجربة لن تكلف شيئاً ولذلك أقترح على من يفكر في الهجرة أن يجرب حظه كل سنة ومن يعلم، فقد يكون من بين الثلاثة أو أربعة آلاف مصري الذين يحصلون على الهجرة كل عام من هذا الباب، وهو في الواقع أفضل الطرق وأسهلها.

الوسيلة الثانية هي الدراسة، ولأنها مرتفعة الثمن فأنا أقصد المنح، وهو طريق غير يسير ومتاح بالطبع للمتفوقين دراسياً، حينها يستطيعون مراسلة الجامعات الأمريكية ومحاولة الحصول على منح للدراسات العليا، وهو غير مستحيل وأعرف مصريين كثيرين حصلوا على منح من الجامعات الأمريكية والمنحة تغطي مصاريف الدراسة والحياة جميعاً. فمن أراد التخطيط وهو ما زال طالباً فليعلم أن جهده وتفوقه في الجامعات المصرية قد يكون هو طريقه للسفر للخارج، لا سيما الولايات المتحدة أو كندا.

الوسيلة الثالثة والأكثر شيوعاً هي الحصول على تأشيرة سياحة من مصر ودخول الولايات المتحدة كسائح ثم البقاء والعمل حتى يمن الله على السائح ويحصل على إقامة قانونية تتيح له العمل بشكل قانوني. وقد تكون هذه الوسيلة هي الأسهل في عبور المحيط إلى داخل الولايات ولكنها تبشر بصعوبات كثيرة بعد ذلك، ولكن كثيرون أتوا بتأشيرة سياحة وحققوا نجاحاً. ومن خريجي الطب هناك من أتوا بها ثم درسوا لمعادلة شهادتهم في الولايات المتحدة وواصلوا في مجال الطب وهو طريق ممتاز لمن يستطيع تحمل بداياته الصعبة، فطالب الطب الذي يدرس للمعادلة سوف يكون عليه العمل والدراسة في ذات الوقت. هذا ما أعلم باختصار، وسوف أرحب بالإجابة على أية استفسارات أخرى لو كانت مما لدي بإجابتها علم.

هناك تعليق واحد:

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

للأسف لن أستطيع أن أفتي فيما يتعلق بالطب، ولكني أعلم عن يقين أن من يدرس التمريض في الولايات المتحدة أو حتى خارجها يضمن الحصول على إقامة وعمل أيضاً، فهم دائماً في حاجة إلى ممرضين وممرضات وأجورهم جيدة جداً في بداية تعيينهم، وقد يكون ذلك بداية جيدة

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين