الخميس، أكتوبر 13، 2005

الكتاب

أول أمس تقابلت مع محمد عبد الرحمن على المسنجر. كان قد قرأ هذه التدوينات المهدية (من المهد أقصد لا من الهدى، ولكن لعل الهدى أيضاً يسكن فيها). وسعدت حين ذكر أنه سمع عن كتاب مباديء النجاح الذي ذكرته هنا في أكثر من تدوينة. فوجئت تماما حين قال لي السعر الذي يباع به الكتاب في مصر، ففي حين أن سعر الكتاب على أمازون ستة عشر دولارا، وأكثر من ذلك قليلا في المكتبات، فإن سعر النسخة الأصلية (الانجليزية يعني) أربعمائة جنيه مصري!!! أي أن المكتبات المصرية تبيعه بما يقرب من سبعين دولارا!!! ولو كان بهذا السعر في الولايات المتحدة لما فكرت لحظة واحدة أن أشتريه أساسا. يعني نفس السلعة تباع في البلد الأفقر بالسعر الأغلى؟ أما الفاجعة الثانية هي سعر النسخة العربية من الكتاب أي ترجمته، إذ تبلغ 250 جنيه! أي أن سعر الترجمة هي الأخرى حوالي ضعف ثمن الكتاب الأصلي في بلد منشأه! يذكرني هذا حين كانت أسعار الجمارك على السيارات تجعلك تتعجب كيف أن الحكومة تجني في السيارة الواحدة أكثر من مكسب صانع السيارة ذاته في صنعته!! فهل تسير المكتبات في مصر على نفس هذا النهج؟
عل كل حال، لقد خطر لي وأنا أقرأ الكتاب أن أكتب له تلخيصاً باللغة العربية، لأكثر من غاية. أولاً كنوع من ممارسة ما قرأته وتعلمته في الكتاب، فالقراءة وحدها لا تكفي لترسيخ ما نقرأ في الوعي. وهذا ولا يشك يحد من فائدة أفكار كثيرة وجديرة، يحدها ويضعفها حتى تنكمش مع الوقت وتتراجع إلى كواليس الذاكرة والوعي، أو كراكيب الوعي، تماما مثال الكراكيب المنسية في بيوتنا والتي قد تخبيء بينها أشياء ثمينة أضحت كراكيباً لمجرد أننا نسيناها. المهم كان هدفي أيضاً هو أن أجعل التلخيص مركزاً بحيث يسهل الرجوع إلى كل مبدأ وتنفيذه. أما الهدف الآخر فهو تقديم هذا الملخص لأصدقائي العرب من حولي، فمعظمهم لا يقرأ بالمرة. كما أن موضوع الكتاب في ذاته مهم ومفيد، ويمس حياة الإنسان، أي إنسان.
المهم حين تكلم محمد عن الكتاب شجعني أن أعود إلى هذا المشروع المنسي (ليس هذا غريبا فما أكثر المشاريع المنسية) وكنت قد لخصت مقدمة الكتاب، فوعدت محمد أن أكمل تلخيص الكتاب حتى يتاح له الإطلاع على ما فيه من أفكار. وسوف أنشر هنا ما أكتبه من عرض للمباديء الواردة فيه أولا بأول بإذن الله. وهذه هي المقدمة
مباديء النجاح

في مقدمة الكتاب كلمة لتوماس اديسون يقول فيها: لو فعلنا كل ما نستطيع فعلا أن نفعله لبهرنا أنفسنا، بكل ما في الكلمة
من معان

هذا مرجع لأسس ومباديء النجاح كتبه أحد رموز النجاح في الولايات المتحدة، جاك كانفيلد. في المقدمة يصف الكاتب بعض مظاهر نجاحه الشخصي، ومنها أن له ستون كتاباً حققت وما زالت تحقق جميعاً أعلى المبيعات، إذ تخطى عدد ما تم بيعه منها ثمانين مليون نسخة! وتم ترجمتها إلى تسعة وثلاثون لغة عبر العالم. وقد بلغ صافي دخل الكاتب عدة ملايين من الدولارات كل عام، على مدار العشرة أعوام السابقة. ويواصل الكاتب وصفه لنجاحاته التي يعيشهاحالياً، فهو يعيش في بيت جميل بولاية كاليفورنيا، وقد تمت استضافته في جميع البرامج الحوارية الشهيرة في الولايات المتحدة، كما أنه يكتب عموداً أسبوعياً يتابعه الملايين من القراء، إلخ. أما على الجانب الشخصي فهو سعيد في زواجه وحياته الأسريه، كما أنه حقق سلاماً نفسياً داخلياً وتوازناً وصحة بدنية، وجميع ذلك حاضر في حياته بشكل متصل. والكاتب لا يعرض هذه التفاصيل وغيرها لإثارة حسد القاريء بالطبع، ولكن لإثارة مشاعر أخرى في نفس القاريء، وهي أن النجاح في الحياة ليس بعيد المنال. ومن هنا هذا الكتاب المرجعي عن مباديء النجاح في الحياة التي لا تتقيد بزمان أو مكان. وإذ يذكر الكاتب أنه يقرأ كتاباً كل يومين في المتوسط، علمت أنه يغترف هذه الباقة من الأسس والمباديء من قراءات متعددة وكثيرة قلما تجتمع لفرد واحد

وقبل عرضه لمباديء النجاح الواحد تلو الآخر، ينبه الكاتب إلى أن هذه المباديء دائماً ما تعمل وتؤدي الغرض منها، ولكن فقط إذا عملت أنت بها. وينصح الكاتب بإعادة قراءة المباديء أكثر من مرة، فالإنسان بحاجة إلى استعادة أية أفكار جديدة عدة مرات قبل أن تصبح هذه الأفكار جزءاً من أسلوب تفكيره ومن كيانه

ليست هناك تعليقات:

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أرشيف المدونة

مرحباً بالزائرين